الفاتيكان
27 نيسان 2022, 05:00

في كلمته إلى رهبانيّة الثّالوث الأقدس، البابا يعود إلى زمن فرنسيس الأسيزيّ

تيلي لوميار/ نورسات
أسِف البابا فرنسيس لما يعانيه العديد من الرّجال والنّساء والأطفال في العالم بسبب عيشهم في ظروف "غير إنسانيّة ومستعبدين"، وذلك خلال استضافته المشاركين في مؤتمر "التّضامن الثّالوثيّ العالميّ" الّذي تنظّمه رهبانيّة الثّالوث الأقدس، وقد شجّعهم في المضي بالتزامهم وعملهم من أجل تحرير هؤلاء، داعيًا إيّاهم إلى التّعاون مع المؤسّسات الكنسيّة وغيرها.

وفي كلمته قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "أهنّئكم على هذا الالتزام الّذي تقومون به من خلال الاستقاء من موهبتكم الأصليّة. نعود إلى أكثر من ثمانية قرون إلى زمن القدّيس فرنسيس الأسيزيّ. عندما حرّك الرّوح القدس في ذلك الوقت- كما يفعل دائمًا، في كلّ عصر- شهودًا قادرين على الإجابة بحسب الإنجيل على تحدّيات اللّحظة. لقد دعا المسيح جوفاني دي ماثا لكي يبذل حياته من أجل تحرير العبيد، مسيحيّين ومسلمين. لكنّه لم يرِد أن يفعل ذلك بمفرده، بل أسّس لهذا الهدف رهبانيّة جديدة، رهبانيّة في انطلاق، جديدة أيضًا في شكل الحياة، الّذي كان يجب أن يكون رسوليًّا "في العالم". وأعطاه البابا إينوشنسيوس الثّالث موافقته ودعمه الكامل.

"رهبانيّة الثّالوث المقدّس والأسرى"، أيّ العبيد والسّجناء. هذا الاقتران أيضًا يجعلنا نفّكر: الثّالوث والعبيد. وبالتّالي لا يسعنا ألّا نفكّر في أوّل عظة ليسوع في مجمع النّاصرة، عندما قرأ مقطعًا من النّبيّ أشعيا: "روح الرّبّ عليّ لأنّه مسحني لأبشّر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرّج عن المظلومين". يسوع هو مُرسل الآب ويحرّكه الرّوح القدس. فيه يعمل الثّالوث كلّه. وعمل إله المحبّة، الآب، الإبن والرّوح القدس هو فداء الإنسان: ولذلك سفك المسيح دمه على الصّليب، لكي يفتدينا. إنَّ هذا العمل يمتدّ في رسالة الكنيسة جمعاء، ولكنّه قد وجد في رهبنتكم تعبيرًا فريدًا وغريبًا- يشبه إلى حدّ ما الفقر لدى القدّيس فرنسيس- أيّ الالتزام بتحرير العبيد.

هذه الموهبة للأسف لا تزال آنيّة! والسّبب في ذلك هو أنّه حتّى في عصرنا، الّذي يتفاخر بإلغاء العبوديّة، هناك في الواقع عدد كبير جدًّا من الرّجال والنّساء، وحتى من الأطفال الّذين يعيشون في ظروف غير إنسانيّة ومستعبدين. والسّبب، كما يؤكِّد مؤتمركم، هو أنّ الحرّيّة الدّينيّة تُنتهك، وتُداس أحيانًا في أماكن كثيرة وبطرق مختلفة، بعضها فجٌّ وواضح، والبعض الآخر مُتقنٌ وخفيّ.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أشكركم على عملكم وأشجّعكم على المضيّ قدمًا فيه، وكذلك من خلال التّعاون مع المؤسّسات الكنسيّة وغيرها، الّتي تشارككم هدفكم النّبيل. لترافق العذراء مريم والقدّيس جوفاني دي ماثا على الدّوام مسيرة وخدمة التّضامن الثّالوثيّ العالميّ. أبارككم من قلبي. ورجاء لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."