أوروبا
29 تموز 2016, 05:00

في قداس تكريمي للأب جاك، عظة صادمة للكاردينال أندريه فانت تروا

أقيم تكريم للأب جاك هامل الذي ذبح يوم الثلاثاء وهو يحتفل بالذبيحة الإلهية في كنيسته على مقربة من مدينة روان. وكانت الشخصيات السياسية ومن بينها رئيس جمهورية فرنسا ورئيس حكومتها وعدد من الوزراء ورؤساء البلاد السابقين في الصف الأول وشاركوا في ذبيحة إلهية احتفل بها المونسنيور دومينيك لوبران، أسقف روان.

 

وصفق الحاضرون للعظة التي ألقاها المونسنيور فانت تروا خلال القداس فلم يسلم من كلامه أحد! فقال متحدثاً عن الإسلاميين الإرهابيين: “من يتلطون وراء الدين لإخفاء مشاريعهم القاتلة ومن يريدون تبشيرنا بإله موت، يتمتعون بموت الإنسان ويعدون بالجنة لمن يقتلون باسم اللّه، لا يسعهم ان يقنعوا الانسان بمشروعهم.”
ووجه المونسنيور تحيةً الى مسيحيي الشرق والى جاك هامل الذي قتله إرهابيان في سانت إتيان دو روفري وذكر قائلاً: “للرجاء مشروع وهو مشروع جمع البشرية في شعبٍ واحد لا من خلال الإبادة بل من خلال القناعة والدعوة الى الحرية. هذا الرجاء في صلب الشدائد هو ما يُبعدنا عن طريق اليأس والانتقام والموت. هذا الرجاء هو الذي كان يحرك الأب جاك عندما كان يرفع صلاته خلال الذبيحة وهذا الرجاء هو الذي يدعم مسيحيي الشرق عندما يهربون من الاضطهاد ويختارون ترك كل شيء عوض التخلي عن إيمانهم. هذا الرجاء هو الذي يحرك قلوب آلاف الشباب المجتمعين حول البابا فرنسيس في كراكوف وهو هذا الرجاء الذي يمنعنا من الخضوع للغضب عندما نواجه الصعاب.”

ودعا المونسنيور الجميع الى مقاومة تجربة الفراغ والرغبة في الموت من أجل مكافحة انتشار فيروس الشك في مجتمعنا. “لا نبني وحدة البشرية من خلال طرد أكباش المحرقة ولا نساهم في اتساق المجتمع وحيوية الارتباط الاجتماعي من خلال تطوير عالم افتراضي من السجالات والعنف الكلامي إذ يصبح العنف الافتراضي في نهاية المطاف كراهية حقيقية تعزز الدمار كوسيلة للتقدم. تؤدي الحرب الكلامية في أغلب الأحيان الى تسخيف الاعتداء.”

وتساءل المونسنيور قائلاً: “لأي قيم نحن مستعدون بيع كل شيء وكل ما نملك للحفاظ عليها أو استعادتها؟ هل تمكن قتلتنا من جذب انتباهنا أكثر على محور مقاومتنا؟

وتطرق أسقف باريس الى قائمة المخاوف المشتركة وتطرق الى الضجة الإعلامية التي تعزز هذه المخاوف في أغلب الأحيان. “لم تعرف فرنسا في تاريخها مثل هذا الازدهار وسهولة العيش والأمن مثل ما تشهد فرنسا اليوم. لا يحتاج كبار السن العودة بالزمن كثيراً ليتذكروا فترات البؤس. لا تمنعنا كل المنتجات التي نتقاسمها، حتى ولو كان التقاسم غير منصف، وكل الخدمات التي في متناولنا من أن يوثر القلق علينا. هل نخاف الى هذا الحد لأن ما نملكه كثير؟
“الذرة وطبقة الأوزون والاحتباس الحراري والملوثات والسرطان والسيدا والخوف من المستقبل والشيخوخة والأوضاع الاقتصادية ومخاطر البطالة والقلق من مشاكل الشباب والادمان على المخدرات وعدم استقرار العائلات وخوف الشباب من عدم النجاح والعنف الاجتماعي والقيادة الجنونية وسقوط الضحابا….كيف باستطاعة الرجال والنساء مقاومة هذا الضجيج؟ وهو ضجيج يعطينا كل يوم ما يكفي وينقل لنا الحقيقة من خلال حملات حقيقية تبدو بالمقارنة معها مخاوف مبشري القرون الماضية من جهنم مجرد قصص أطفال بريئة.”