مصر
09 آذار 2016, 13:46

في عيد نياحته.. البابا كيرلس رجل الصلاة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم التاسع من شهر مارس بعيد نياحة القديس العظيم البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا الـ 116.

ولد عازر (القديس البابا كيرلس) في 2 أغسطس عام 1912 من أبوين مسيحيين، كان أبوه شماسًا يقضي وقت فراغه في تعليم الألحان وكتابة سير القديسين فأحب عازر الكنيسة وكان يقضي ساعات طويلة في غرفته يصلي ويقرأ في الكتاب المقدس، وكان من عادة الأسرة كلها كل سنة أن يمضوا أسبوع افي بلدة أبيار خلال الاحتفال بعيد القديس مار مينا.

وعندما بلغ عازر 25 عاما استقال من عمله والتحق بدير البراموس وتغير اسمه إلى الأخ مينا وكان محبوبًا من جميع الرهبان لعنايته ومساعدته للرهبان كبار السن والمرضى.

وفي 18 يوليو 1931 رسم الأخ مينا راهبأ باسم مينا ولكنه كان يحب حياة الوحدة ولذلك قرر أن يعيش متوحدًا في مغارة تبعد نحو 3 كم من الدير. وكان يحضر كل سبت إلى الدير للتسبحة وفي صباح الأحد يحضر القداس الآلهي ويتناول من الأسرار المقدسة. 

وكان الكثيرون يزورون الراهب مينا المتوحد في المغارة طلبًا لصلواته ولينالوا بركته والله أعطاه نعمة عمل المعجزات وشفاء الأمراض وحل الكثير من المشاكل.

أنشأ كيرلس مجموعة من محبي الراهب مينا وشفيعه مار مينا، ديرا كبيرا على اسم الشهيد مار مينا في منطقة مصر القديمة وكان مقصدًا لكل من يطلب بركة ونعمة القديس العظيم وكان مسكنًا للطلبة المغتربين الذين جاءوا للدراسة من خارج القاهرة.

وبعد نياحة الأنبا يوساب البطريرك 115، اختير الراهب مينا مع مجموعة أخرى من الرهبان لإجراء القرعة الهيكلية لأختيار واحد منهم للبطريركية. وفي 19 أبريل 1959 اختير الراهب مينا ودقت أجراس البطريركية احتفالًا بهذه المناسبة وحضرت الجماهير ابتهاجًا باختيار الله، وفي 10 مايو 1959 تم تنصيب الراعي الصالح الراهب مينا وتغيير اسمه إلى البابا كيرلس السادس.

ولكونه أصبح البابا البطريرك لم يتغير فيه شيء من حيث الصلاة ورفع البخور مساء وصباحًا وصلاة القداس اليومية كعادته قبل أن يصبح بطريركًا، وقال عنه البابا شنودة الثالث "إن تاريخ الكنيسة لم يسجل أنه يوجد شخص صلى قداسات مثل البابا كيرلس الذي صلى نحو 12 ألف قداس وهذا لم يحدث من قبل في تاريخ كل باباوات الإسكندرية أو العالم، كان عجيب في صلواته كان يثق أن الله قادر أن يحل كل مشاكله. 

و كان يرى أن الطريق الوحيد لحل المشاكل هو القداسات والصلوات وليس عن طريق الجهود البشرية."
في حياة البابا كيرلس بدا تغيير روحي كبير وسط الشعب ،الآلاف من الشعب كانت تحضر القداسات والصلوات التي كان يقيمها يوميًا يطلبون بركته وصلواته وأراهم البابا بابوته وحبه وعنايته وراعيته لهم طريق الله، رعايته الروحيه لم تقتصر فقط على الشعب الأرثوذكسي داخل مصر ولكن وصلت رعايته إلى جميع أنحاء العالم وبدأت خدمة الكنيسة القبطية في الكويت وكندا وأمريكا وأستراليا.

وكلل الله أيام حبرية البابا كيرلس بالظهور الروحي للقديسة العذراء مريم بكنيستها بالزيتون الذي لم يتكرر في أي زمان ومكان، وكان هذا الإعلان السمائي الأول من نوعه منذ حلول الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين. تكرر الظهور ليلة بعد ليلة ورآه آلاف الشعب من المسيحيين وغير المسيحيين على السواء، معجزات كثيرة تمت وقت الظهور مما دعى الكثيرين إلى الرجوع للحق وكذلك تغير الكثيرين.

وتوج الله أيام حبرية البابا كيرلس السادس بعودة الجسد المقدس للقديس مرقس الرسولي من مدينة فينسيا الإيطالية إلى مصر. 

وهو موجود الآن بالكاتدرائية الجديدة بالعباسية والتي بناها البابا كيرلس وتعد أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط.

من الإنجازات العظيمة في عهد البابا كيرلس السادس بناء دير الشهيد مار مينا العجايبي بكنج مريوت قرب الإسكندرية.

الله ساعده في بناء هذا الدير لحبيبه القديس والشهيد مار مينا العجايبي الذي بشفاعته تمت عجائب ومعجزات وحلت مشاكل كثيرة مستعصية الحل.

تنيح البابا في 9 مارس 1971 واجلسوه في الكاتدرائيه القديمة على كرسي مارمرقس في ثيابه البيضاء وتاجه على رأسه وما يقرب من مليون شخص حضروا ليلقوا النظرة الأخيرة على أبيهم المحب لهم والمحبوب منهم.واليوم جسدة المقدس موجود في دير مار مينا بجوار قديسه الحبيب.

عشرات الكتب كتبت لتسجل معجزات وظهورات البابا كيرلس السادس الكثيرة العجيبة قبل وبعد نياحته في داخل مصر وخارجها مع الاقباط وغيرهم.


المصدر : الأقباط اليوم