دينيّة
24 أيار 2019, 13:00

في عيد "معونة النّصارى"...

ماريلين صليبي
إنّه الرّابع والعشرون من شهر أيّار/مايو، يوم عيد معونة المسيحيّين. هو عيد مبارك قلّما يدركه المؤمنون في الكنيسة، إلّا أنّ قصّته المميّزة تؤكّد معونة مريم واستجابة تضرّعاتنا إليها.

 

في التّقليد الكنسيّ صلوات وتضرّعات تُغدق الكنيسة بالمدائح والتّسابيح والتّرانيم لمريم العذراء. هذه التّهاليل تُرفَع لطلب حماية مريم وشفاعتها بهدف إنقاذ البشر من كلّ خطر ولتشترك معهم في الصّلاة إلى الله. 

وفي عهد البابا بيوس الخامس عام 1571، تألّق ضمن هذه الطّلبات لقب "معونة النّصارى"، وذلك بعد اختبار عاشه المؤمنون قديمًا مع أمّهم الحنون.

في تلك الفترة، هاجم العثمانيّون دول شرق البحر الأبيض المتوسّط وحدود شبه الجزيرة الإيطاليّة. ومن أجل صدّ هذا الهجوم، شكّلت الدّول الأوربيّة الخاضعة لسلطة بابا روما تحالفًا قويًّا.

هو تحالف هزم أسطول الجيش العثمانيّ، وهو وضعٌ متأزّم دفع بالبابا بيوس الخامس إلى المطالبة برفع الصّلوات إلى الله والمواظبة على تلاوة المسبحة الورديّة، من أجل حفظ السّلام في الكنيسة وفي أوروبا.

أمّ الكون الحنونة سمعت التّضرّعات ومالت إلى شعبها بنظرة محيية، فهذه الحرب المسلّحة الحارّة روتها معونة مريم وعذوبتها، ما دفع بالبابا بيوس الخامس إلى إعلان لقب "معونة النّصارى" على العذراء مريم.

مريم هي المعينة الدّائمة للمسيحيّين في كلّ زمان ومكان، ولنصلِّ طالبين حمايتها دائمًا أبدًا...