في عيد مار يوسف، دستور رسوليّ جديد حول الكوريا الرّومانيّة وخدمتها للكنيسة والعالم
الوثيقة سيقدّمها اليوم، في دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ، عميد مجمع دعاوى القدّيسين الكاردينال مارشيلو سيميرارو وأمين سرّ مجلس الكرادلة المطران ماركو ميلينو، وخبير القانون الكنسيّ والأستاذ الفخريّ في جامعة غريغوريانا الحبريّة الأب اليسوعيّ جانفرانكو غيرلندا.
وبحسب "فاتيكان نيوز"، "يأتي الدّستور الجديد ثمرة مسيرة طويلة من العمل الجماعيّ، وينطلق من لقاءات ما قبل كونكلاف سنة 2013، وكان محور اجتماعات مجلس الكرادلة من تشرين الأوّل أكتوبر 2013 حتّى شباط فبراير 2022. وتواصلت هذه المسيرة بقيادة البابا فرنسيس وبإسهام الكنيسة من جميع أنحاء العالم. كما ويُعتبر الدّستور عمليًّا اعتمادًا لمسيرة إصلاح تمّ تطبيقها بالكامل تقريبًا خلال السّنوات التّسع الأخيرة، وذلك من خلال عمليّات دمج وتعديل أسفرت عن ولادة دوائر فاتيكانيّة جديدة.
ومن أهمّ مستجدّات الدّستور الرّسوليّ الجديد دمج مجمع تبشير الشّعوب والمجلس البابويّ لتعزيز الكرازة الجديدة في دائرة الكرازة والّتي سيرأسها الحبر الأعظم، بينما سيكون عميد المجمع ورئيس المجلس السّابقين رئيسَي قسمَي الدّائرة ونائبَي عميد لها. ينشئ الدّستور الجديد من جهة أخرى دائرة خدمة أعمال المحبّة ممثَّلة في مكتب الكرسيّ الرّسوليّ المعنيّ بأعمال المحبّة لصالح الفقراء، والّتي يصفها الدّستور بتعبير خاصّ عن الرّحمة حيث تقدِّم وانطلاقًا من الاهتمام بالفقراء والضّعفاء والمستبعدين المساعدات في جميع أنحاء العالم وذلك بإسم الحبر الأعظم والّذي يخصّص شخصيًّا المساعدات الّتي يجب توفيرها في حالات الاحتياج الشّديد أو ضروريّات أخرى. تشمل الوثيقة الجديدة أيضًا دمج لجنة حماية القاصرين في دائرة عقيدة الإيمان مع مواصلة اللّجنة العمل باسمها الخاصّ وسيكون لها رئيس وأمين سرّ.
هذا ويخصّص الدّستور الرّسوليّ Praedicate evangelium جزءًا كبيرًا للمبادئ العامّة حيث يذكِّر في المقدّمة بكون كلّ مسيحيّ تلميذًا مرسَلاً، ويشير من بين المبادئ الأساسيّة إلى إمكانيّة تعيين أيّ شخص، أيّ أيضًا المؤمنين العلمانيّين، في مناصب إداريّة في الكوريا الرّومانيّة، وذلك انطلاقًا من أنّ كلّ مسيحيّ هو بفضل المعموديّة تلميذ مرسَّل بحكم لقائه محبّة الله في يسوع المسيح. لا يمكن بالتّالي، حسب ما جاء في الدّستور الرّسوليّ، عدم أخذ هذا بعين الاعتبار لدى تحديث الكوريا والّتي على إصلاحها أن يُشرك علمانيّات وعلمانيّين في أدوار الإدارة والمسؤوليّة أيضًا. ومن بين ما تشدّد عليه الوثيقة الجديدة كون الكوريا أداة في خدمة أسقف روما وأيضًا الكنيسة الجامعة أيّ مجالس الأساقفة والكنائس المحلّيّة. وجاء في الدّستور الرّسوليّ أنّ الكوريا الرّومانيّة ليست في موقع وسط بين البابا والأساقفة، بل هي تضع بالأحرى نفسها في خدمة الطّرفين بالشّكل الملائم لطبيعة كلّ منهما. ويتوقّف الدّستور من جهة أخرى عند كون أعضاء الكوريا الرّومانيّة أيضًا تلاميذ مرسَلين، كما ويتطرّق إلى السّينودسيّة كأسلوب العمل الاعتياديّ للكوريا الرّومانيّة. ويتحدّث بالتّالي عن مسيرة قائمة بالفعل يجب تطويرها بشكل أكبر دائمًا."