دينيّة
09 تشرين الثاني 2020, 08:00

في عيد القدّيسة إليزابيث للثّالوث الكرمليّة...

ماريلين صليبي
يحلّ بفرح عظيم العيد الأوّل لقدّيسة إليزابيث أو إليصابات للثّالوث الكرمليّة التي جسّدت هيكلًا فعليًّا للثّالوث الأقدس بقولها: "يا ثالوثي، يا كلّ ما لي... إنّي أستسلم إليك كفريسة؛ فادفن ذاتك فيّ لأدفن ذاتي فيك، بانتظار أن أذهب وأتأمّل في نورك غور أعماق عظائمك".

 

ليست حياتها وحدها مرآة للمحبّة والإيمان والقداسة، بل اسمها أيضًا يعكس نقاء قلبها وطهارته، فاسم إليزابيث يعني "بيت الله" ويشير أيضًا إلى إيليّا النّبيّ ومفاده الواقف دائمًا في حضرة الله.

إبنة السّتّة والعشرين سنة دخلت دير الكرمل في ديجون الفرنسيّة، "حيث كلّ شيء يتنفّس عطر السّماء"، في 8 ك1/ ديسمبر 1901، لتسلّم حياتها لمحبّة قربانتها البيضاء، يسوع المسيح.

في سنواتها الرّهبانيّة المباركة، استقبلت قدّيستنا الله بدون تحفّظ، مستقبلةً أيضًا الألم النّفسيّ والجسديّ بفرح وقبول، لتشعّ حياتها كجلجلة تختبر فيها مجد القيامة وعظمتها، قبل أن ترحل في صباح 9 ت1/ أكتوبر 1906 إلى البيت السّماويّ.

تربّعت إليزابيث للثّالوث على عرش القداسة في 16 ت1/ أكتوبر 2016، بعد يوم من عيد أمّها الرّوحيّة القدّيسة تريزا الأفيليّة التي كشفت لها جمال الصّداقة الرّوحيّة مع الله وطعم التّواضع الحقيقيّ أمام الله.

لم تتأثّر إليزابيث للثّالوث بتريزا الأفيليّة فحسب، بل هي عاصرت تريزيا الطّفل يسوع فرأت في المسيح "كنزها وخيرها الوحيد".

في عيدها اليوم، لتكن القدّيسة إليزابيث للثّالوث مثالًا للشّبيبة لأّنّها، كما قال البابا يوحنّا بولس الثّاني"ستعطي إنسانيّتنا انفتاحًا كاملًا على كلمة الله التي استوعبتها حتّى أصبحت غذاء لتفكيرها ولصلاتها".