الفاتيكان
26 آذار 2019, 06:53

في عيد البشارة، البابا فرنسيس يوقّع الإرشاد الرّسوليّ ما بعد سينودس الشّباب

وقّع البابا فرنسيس الاثنين، في مزار لوريتو المريميّ، الإرشاد الرّسوليّ ما بعد سينودس الشّباب، بعد أن ترأّس القدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد بشارة مريم العذراء، وقد حمل عنوان Christus vivit.

 

وللمناسبة، توجّه البابا بكلمة إلى المؤمنين المحتشدين أمام المزار، قال فيها بحسب "ٌفاتيكان نيوز": "إنّ كلمات الملاك جبرائيل لمريم "افرحي أيَّتُها المُمتلئة نعمة" (لوقا 1، 28)، يتردّد صداها بشكل فريد في هذا المزار، المكان المميّز للتّأمّل في سرّ تجسّد ابن الله. فهنا، تُحفظ الجدران الّتي، وبحسب التّقليد، تأتي من النّاصرة حيث قالت العذراء القدّيسة "نعَمَها" لتصبح أمّ يسوع.

أوجّه تحيّة إلى السّلطات والمطران فابيو دال تشين رئيس أساقفة لوريتو والأساقفة والكهنة والأشخاص المكرّسين، بخاصّة الآباء الكبّوشيّين الموكلة إليهم حراسة هذا المزار، وسكّان لوريتو والحجّاج الحاضرين. إلى واحة الصّمت والتّقوى هذه، يأتي كثيرون، من إيطاليا وكلّ أنحاء العالم، لانتهال قوّة ورجاء. وأفكِّرُ بنوع خاصّ بالشّباب والعائلات والمرضى.

إنّ البيت المقدّس هو بيت الشّباب إذ تواصل هنا مريم العذراء الشّابّة الممتلئة نعمة، التّحدّث إلى الأجيال الجديدة، مرافقة ً كلّ واحد في البحث عن دعوته الخاصّة. ولذا، أردتُ أن أوقِّعَ هنا الإرشاد الرّسوليّ، ثمرة السّينودس المخصّص للشّباب. وعنوان هذا الإرشاد الرّسولي "Christus vivit".  في حدث البشارة تبان ديناميكيّة الدّعوة الّتي ظهرت في ثلاث لحظات طبعت السّينودس: الإصغاء إلى كلمة الله، التّمييز والقرار. إنّ اللّحظة الأولى هي الإصغاء وتظهر في كلمات الملاك "لا تخافي يا مريم... فَستحمِلينَ وتَلدِينَ ابنًا فسَمِّيهِ يسوع" (لوقا 1، 30 – 31)، والله هو الّذي يأخذ دائمًا مبادرة الدّعوة لاتِّباعه، إذ ينبغي أن نكون مستعدّين وجاهزين للإصغاء إلى صوت الله.

أمّا اللّحظة الثّانية في كلّ دعوة وهي التّمييز، والمعبَّر عنها في كلمات مريم "كيفَ يكونُ هذا" (لوقا 1، 34)، مريم لا تشكّ؛ فسؤالها ليس عدم إيمان، إنّما يعبّر عن رغبتها في اكتشاف "مفاجآت" الله. إنّ هذا هو موقف التّلميذ: فكلّ تعاون بشريّ مع مبادرة الله المجّانيّة ينبغي أن يدفع إلى تعميق قدراتنا مع إدراك أن الله هو الّذي يعطي دائمًا. والنّقطة الثّالثة وهي القرار الّذي، وكما قال، يطبع كلّ دعوة مسيحيّة، ويظهر في جواب مريم للملاك "فليكُنْ لي بحَسَبِ قولِك"(لوقا 1، 38). و"النّعم" الّتي قالتها مريم لمشروع الله الخلاصيّ الّذي تحقّق من خلال التّجسّد، هي تسليم حياتها إليه، إنّها "نَعَم" الثّقة الكاملة، وإنّ مريم هي المثال لكلّ دعوة والملهمة لرّاعويّة الدّعوات. فبإمكان الشّباب الّذين يبحثون أو يتساءلون عن مستقبلهم، أن يجدوا في مريم مَن يساعدهم في تمييز مشروع الله لهم والقوّة للانضمام إليه.

أُفكِّرُ في لوريتو كمكان مميّز حيث بإمكان الشّباب أن يأتوا ليبحثوا عن دعوتهم في مدرسة مريم. وأدعو الإخوة الكبّوشيّين إلى إطالة وقت فتح البازيليك والبيت المقدّس حتّى المساء المتأخّر وبداية اللّيل عندما تكون هناك مجموعات من الشّباب الّذين يأتون للصّلاة ولتمييز دعوتهم.

إنّ بيت مريم هو أيضًا بيت العائلة، وشدّد على أهمّيّة رسالة العائلة المؤسّسة على الزّواج بين رجل وامرأة. إنّ الخبرة المنزليّة للعذراء القدّيسة تشير إلى أنّ العائلة والشّباب ليسا مجالين متوازيين لراعويّة جماعاتنا، بل ينبغي أن يسيرا في اتّحاد وثيق. وإنّ بيت مريم هو بيت المرضى. فهنا يجد الاستقبالَ من يتألّم في الجسد والرّوح، وتحمل الأمّ للجميع رحمة الرّبّ من جيل إلى جيل. إنّ البيت والعائلة هما العلاج الأوّل للمريض، في محبّته ودعمه وتشجيعه والاعتناء به.

لتساعد العذراء القدّيسة الجميع، لاسيّما الشّباب، على السّير على درب السّلام والأخوّة المؤسَّسين على الاستقبال والمغفرة، احترام الآخر والمحبّة الّتي هي عطاء الذّات. لتهب أمّنا، العائلات البركة وفرح الحياة. ولتحمل مريم، ينبوع كلّ عزاء، المساعدة والتّعزية لجميع من يعانون".

وفي الختام، تلا البابا فرنسيس مع المؤمنين صلاة التّبشير الملائكيّ.