لبنان
12 آب 2020, 05:00

في سيّدة لبنان- حريصا صراخ يرسم طريق الخلود كالأرز

تيلي لوميار/ نورسات
في ذكرى الأسبوع على انفجار مرفأ بيروت، وتحت عنوان "خالدون كالأرز"، رفعت جمعيّة المرسلين اللّبنانيّين الموارنة الصّلاة، في بازيليك سيّدة لبنان- حريصا، على نيّة لبنان وشهدائه وجرحاه وعائلاتهم وسائر القطاعات الأمنيّة والطّبّيّة والإغاثيّة، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه الأب العامّ مارون مبارك، بحضور فعاليّات عسكريّات وممثّلين عن القطاعات المذكورة، ورؤساء عامّين لرهبانيّات عدّة وأهالي الضّحايا ورفاقهم وعدد من المؤمنين.

بداية القدّاس كان بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ، ثمّ أُدخل العلم اللّبنانيّ إلى البازيليك وخريطة لبنان المصنوعة من صور ضحايا الانفجار. وفي تمام السّادسة والسّتّ دقائق موعد وقوع الانفجار، أضيئت الشّموع الموضوعة أمام المذبح على شكل الأرزة اللّبنانيّة والّتي حُفر على كلّ منها اسمًا من أسماء الشّهداء وفاءً لهم.  

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى مبارك عظة أشار فيها إلى عمق الجرح الّذي خلّفه الانفجار، وقال نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

"نجتمع هذا المساء حول مذبح الرّبّ، لنضمّ صلواتنا ودعاءنا للرّبّ مع كلّ اللّبنانيّين، في لحظة ألم وأمل معًا. نصلّي في هذا المساء، من أجل راحة نفوس الشّهداء الّذين اختلط دمهم ببراءتهم وصفائهم ونشاطهم فرفعوا إلى الكنز في السّماوات. نصلّي من أجل شفاء الجرحى والموجعين، ومن أجل المفقودين وأهلهم المفجوعين، نصلّي من أجل كلّ متضرّر يحمل عبء المصيبة، سائلين الله أن يسكب فيض نعمه وبركاته ليعزّي ويبلسم ويخفّف الأحمال.

كما وأنّنا نجتمع حول المذبح الإلهيّ لنشكر الله على كلّ من عمل وخدم وتعب وضحّى وأعطى ليعيش رسالته الإنسانيّة والوطنيّة، وهو يعطي ممّا أعطاه الله لكي يسند الحياة بالرّجاء والحبّ.

(...) واليوم نرفع صوت صراخنا وهو الّذي يبقى ويستمرّ، لأنّه يرسم لنا طريق الخلود كالأرز.  

صرختنا الأولى هي صرخة الضّمير، إنّه صوت الله في داخلنا، بقدر ما نحتكم إليه نصبح صانعي سلام وفاعلي خير؛ وبقدر ما نسكته نتحوّل إلى ذئاب تنهش بعضها البعض. صرخة الضّمير هذه نتوجّه بها اليوم إلى كلّ مسؤول، أيًّا كان موضعه ومهما كانت مهمّته حتّى يؤدّي مسؤوليّته بأمانة.

فيا أيّها المسؤول أنت لا تملك الوطن بل أنت مؤتمن على خدمته؛ فإذا لم تخدمه وجعلته هو في خدمتك، أنت تخون الأمانة.

وأمّا الصّرخة الثّانية فهي صرخة القلب أيّ صوت العطف واللّطف والحنان، فبقدر ما نلبّيها تجعلنا قريبين متضامنين بعضنا مع بعض؛ وبقدر ما نتجاهلها تحوّلنا إلى غرباء متحجّرين، وإلى قساة ناشفين. صرخة القلب هذه، نوجّهها إليكم أَنتم أيّها الأهل الحزانى والمتألّمين، صرخة عزاء وسند نوجّهها إلى الشّهداء وملؤها الإيمان، وإلى المفقودين وملؤها الرّجاء، وإلى الجرحى والمتضرّرين وملؤها التّضامن والإلفة.

في الصّرخة الثّالثة، تكلّم عن الإرادة أيّ صوت التّصميم على الخير حتّى الأخير، لأنّ الحياة أقوى من الموت. ليست الكلمة الأخيرة للدّمار والموت بل للحبّ والحياة. نوجّه صرختنا هذه إلى كلّ أصحاب الإرادة الطّيّبة ممثّلين معنا وغير حاضرين، كلّ الجهات الّتي وضعت قدراتها وعطاءاتها في خدمة الحياة".

وأنهى مبارك مشدّدًا على "ضرورة الصّمود من خلال التّجذّر والتّحرّر والتّخطّي، بحيث نفكّ كلّ القيود وننطلق من جديد أحرارًا تملأنا الحقيقة، حقيقة الحياة الّتي تبقى خالدة كالأرزة".