في زمن الصّوم... "أريد الرّحمة لا الذّبيحة"
يبدأ المسيحيّ مسيرة صومه، معبّدًا الطّريق للقاء المسيح يوم القيامة، يتخلّى عن قشور أرضيّة ليتنعّم بعطايا الله... ولكن هل يكفي الامتناع عن الطّعام لتحضير عرس المسيح السّماويّ؟
ليستحقّ المسيحيّ نعمة لقاء يسوع، لا بدّ من أن ينزع عنه ثوب الخطيئة، فبالإضافة إلى الامتناع عن الطّعام، من الضّروريّ أن يصوم الإنسان عن إدانة الآخرين والحكم عليهم، وأن يصوم عن الكلمات الجارحة والتذمّر والنّميمة... فما أجمل أن يتخلّى الإنسان عن أنانيّته، في هذا الزّمن المقدّس، ليتزيّن بالعطاء فيغدق بالخيرات على من هم بأمسّ الحاجة إلى التفاتة حنان ومحبّة.
لإستحقاق فرح القيامة، لا بدّ أيضًا من الصّوم عن الغضب والتّشاؤم؛ من الضّروريّ أن يسامح المؤمن الآخر، متخلّيًا عن الاستياء والتّشكّي والحقد، فما نفع الصّوم عن الطّعام ما دامت الرّوح مجرّدة من الرّحمة؟
"إننا نحب لأنه أحبّنا قبل أن نحبّه"، يقول البابا فرنسيس، ومتعدّدة هي أفعال المحبّة التي ترفعنا إلى القداسة في زمن الصّوم، فلنشعل اليوم نار الإيمان في قلوبنا لنرافق المسيح بمسيرة الجلجلة، علّنا نستحق فرح القيامة...