دينيّة
20 حزيران 2019, 07:00

في خميس الجسد... نصلّي

ريتا كرم
اليوم، سيسطع نور القربان ويبهر عيوننا ويحيي قلوبنا.

 

اليوم، ستعجّ الشّوارع والرّعايا بجماعة المؤمنين إكرامًا لله الحاضر دائمًا في سرّ الإفخارستيّا.

هؤلاء سيهتفون بقلب واحد للرّبّ الحيّ في كلّ ذبيحة إلهيّة، وستصدح من أفواههم أصوات التّسبيح والتّهليل في زيّاحات القربان احتفالاً بـ"خميس الجسد".

في هذا الصّباح، نضع أنفسنا في حضرتكَ يا يسوع، أنتَ الّذي أصبحتَ قوتنا الرّوحيّ، ونتأمّل في عظمة محبّتكَ لنا نحن الخطأة.

أنتَ بجسدكَ ودمكَ المقدّسين أحييتنا ووحّدتنا بكَ. جعلتَ دمكَ يسري في عروقنا في كلّ مرّة تقدّمنا فيها من سرّ المناولة.

هديّتكَ الكبيرة هذه ملأتنا شوقًا إلى السّماء وأهلها، وهي لا تزال تغذّي أرواحنا وتهيّء قلوبنا للقياكَ يوم تنتهي فصول حياتنا على هذه الأرض.

غريب هو هذا السّرّ، سرّ الشّركة بيننا وبين الخالق، سرّ البقاء والخلود الأبديّ، سرّ النّموّ في النّعمة والارتقاء في الكمال الرّوحيّ! هو الوحيد الّذي يفيض علينا فرحًا وغبطة وسلامًا وسرورًا. هو يخلّصنا من نار الخطيئة ويحصّننا ضدّ الشّرّير ويشركنا في مجد القيامة.

اليوم، في خميس الجسد، نسجد أمام كأسك يا الله، ونعترف بخطايانا المقصودة وغير المقصودة، ونرفع إليك الشّكر.

اليوم، قلوبنا مغمورة بالفرح نفسه الّذي شعرت به تريزيا الطّفل يسوع الّتي رأت في يسوع الحاضر تحت حجاب القربانة البيضاء حبيبًا وديعًا متواضع القلب؛ وله نتوق أن نفترش الأرض ورودًا تلامس قلبه الطّاهر.

اليوم، في خميس الجسد نصلّي إليكَ يا يسوع لتملأنا حبًّا وتقرّبنا منكَ وتوحّدنا بكَ حتّى يكون قلبنا قريبًا من قلبكَ.

وأنتِ أيّتها القربانة المقدّسة، جسد ودم يسوع، ينبوع العذوبة الإلهيّة، قوّي نفوسنا وثبّتينا في الإيمان والرّجاء الآن وإلى الأبد آمين!