الفاتيكان
26 كانون الأول 2024, 12:50

في خطوة تاريخيّة... البابا فرنسيس افتتح الباب المقدّس في سجن ريبيبا

تيلي لوميار/ نورسات
من أجل "أن يكون لدينا جميعًا، سواء في الدّاخل أو الخارج، فرصة لكي نفتح أبواب قلوبنا ونفهم أنّ الرّجاء لا يخيّب"، فتح البابا فرنسيس، بعد بازيليك مار بطرس، الباب المقدّس الثّاني، الباب البرونزيّ لكنيسة الأبانا في سجن ريبيبا، وهي المرّة الأولى في التّاريخ الّتي يفتح فيها حبر أعظم بابًا مقدّسًا داخل مؤسّسة إصلاحيّة.

وبعد أن وقف وطرق الباب ستّ مرّات، عبر البوّابة المزيّنة، ودخل الكنيسة مع الأسقف المساعد في أبرشيّة روما بنوني أمباروس واثنان من سجناء ربيبيا (رجل وامرأة)، واثنان من عناصر الأمن، وتبعه موكب من الكهنة يحملون صليبًا خشبيًا. وأقام البابا الطّقس الخاصّ باليوبيل وترأّس القدّاس الإلهيّ، حاملًا "عطيّة الرّجاء إلى مكان تكثر فيه القيود وقد يُفقد فيه الرّجاء بسهولة"، بحسب ما نقل موقع "فاتيكان نيوز".

وبعد قراءة الإنجيل ألقى الأب الأقدس عظة ارتجاليّة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد أردت أن أفتح الباب هنا اليوم. الأوّل كان في بازيليك القدّيس بطرس، والثّاني هو لكم. إنّها بادرة جميلة، بادرة أن نفتح الأبواب. ولكن الأهمّ هو ما يعنيه ذلك: أيّ فتح القلوب. إنَّ القلوب المفتوحة هي الّتي تصنع الأخوَّة. أمّا القلوب المغلقة، وتلك القاسية، فلا تساعد على العيش".  

وأكّد البابا أنّ "نعمة اليوبيل تكمن في فتح القلوب على الرّجاء". وشبّه الرّجاء بالمرساة، شيء يتمسّك به الإنسان وسط الصّعوبات والظّلمات.

وقال البابا: "إنَّ الرّجاء لا يخيّب، أبدًا! فكّروا جيّدًا في هذا الأمر. حتّى أنا كنت أفكر هكذا، لأنّه في اللّحظات الصّعبة، يعتقد الإنسان أنّ كلّ شيء قد انتهى، وأنّ ليس هناك حلول. ولكن الرّجاء لا يخيّب أبدًا. الرّجاء حاضر هناك، مثل مرساة على الشّاطئ، "على الأرض"، و"نحن ممسكون بالحبل بثبات لأنّ رجاءنا هو كالمرساة على الأرض". "لا تفقدوا الرّجاء. هذه هي الرّسالة الّتي أريد أن أوصلها لكم، للجميع، لنا جميعًا. ولي أنا أوّلًا. لا تفقدوا الرّجاء. إنَّ الرّجاء لا يخيِّب أبدًا. أبدًا. في بعض الأحيان قد يكون من الصّعب أن نتمسّك بهذا الحبل: "لأنّه قد يؤذي أيدينا...". لكن مع النّظر إلى الشّاطئ، تدفعنا "المرساة إلى الأمام". "هناك دائمًا شيء جيّد، هناك دائمًا شيء يجب أن نمضي قدمًا من أجله".

فتح باب القلب كان الدّعوة الختاميّة لسجناء وموظّفي ربيبيا: "القلب المغلق ينسى الحنان. حتّى في أصعب المواقف، ولكلّ واحد منّا وضعه الخاصّ– وقد يكون أسهل أو أصعب- ولكن يجب أن يكون القلب مفتوحًا على الدّوام. القلب هو الّذي يجعلنا إخوة. افتحوا أبواب قلوبكم على مصراعيها. كلّ واحد منّا يعرف كيف يفعل ذلك على طريقته، لأنّ كلّ واحد يعرف أين يكون الباب مغلق أو شبه مغلق". ومن هنا جاءت الأمنية بـ"عيش يوبيل عظيم": "أتمنّى لكم الكثير من السّلام، الكثير من السّلام. وأصلّي كلّ يوم من أجلكم. حقًّا. وهذا ليس مجرّد قول. أفكّر فيكم وأصلّي من أجلكم. وأنتم، صلّوا من أجلي. شكرًا لكم".

وفي ختام الذّبيحة الإلهيّة، قدّمت إدارة السّجن للبابا لوحة تصوّر المسيح وهو يمدّ يديه إلى الأمام، من عمل الفنّان إيليو لوتشينتي، وسلّة من المنتجات الزّراعيّة أعدّتها السّجينات في سجن النّساء. ورد البابا بإهداء نسخة مصغّرة من الباب المقدّس في بازيليك القدّيس بطرس وشهادة تذكاريّة لهذه المناسبة.