في حمطوره دير شامخ.. مهجور
يُشرف دير القدّيس جاورجيوس على دير سيّدة حمطوره ويمكن البلوغ إليه عبر طريق ترابيّ إما سيرًا عل الأقدام أو في سيّارة رباعيّة الدّفع.
المعلومات عن نشأة هذا الدّير نادرة جدًّا، إلّا أنّ ثلاث كتابات حُفرت على جدرانه ومراجع أخرى تُقدّم لمحة عن حياة الرّهبان الّذين عاشوا فيه. تروي الكتابة الأولى الموجودة فوق المدخل الجنوبيّ للدير أنّه "في العام 1718، رمّم رئيس الدّير الكاهن حنانيا مباني هذا الدّير المقدّس وزرع أشجار زيتون وبنى طاحونة وجدّد الأقبية".
ويُفيد مخطوط قديم بأنّ الرّاهب يعقوب فرّ من دير سيّدة حمطوره خوفًا من الاضطهاد المملوكيّ ولجأ إلى دير القدّيس جاورجيوس حيثُ قُبض عليه. أما في القرن العشرين، فيُقال إنّ الرّاهب إيروثيوس الكفوريّ بدأ ببناء الكنيسة والجناح الخاصّ بالصّوامع، في حين أنّ كتابة عام 1924 الكائنة فوق باب الجناح تُذكّر أنّ الصّوامع بُنيت في زمن أوّل مطران على أبرشيّة جبل لبنان بولس أبو عضل. ونقرأ في الكتابة الثّالثة الّتي حُفرت عام 1947 فوق باب الكنيسة نظمًا شعريًّا مُهدى لشفيع الدّير القدّيس جاورجيوس.
وفي ما يختصّ بهندسة هذا الدّير، فأسلوب الكنيسة العمرانيّ يعود إلى النّمط الّذي كان متّبعًا في القرنين الثامن عشر والتّاسع عشر وبدايات القرن العشرين، أيّ أنّ حرم الكنيسة واسع نسبيًّا ويتألف من صحن واحد تعلوه قبّة أسطوانيّة تنتهي عند قبّة الهيكل. هذا ويرتفع على سطح الكنيسة، جرس تقليديّ لبنانيّ كان يُقرع لمناداة الرّهبان إلى القدّاس الإلهيّ وإلى تناول الطّعام.
يتميّز دير القدّيس جاورجيوس- حمطوره بموقعه الجغرافيّ، إلّا أنّه وقع طيّ النّسيان والإهمال التّام منذ اندلاع الحرب الأهليّة اللّبنانيّة، فهجره الرّهبان وانتقلوا للعيش في أديرة أخرى، وحالته تزداد سوءًا ولا تنبئ إلّا بالمزيد من التّهدّم والتّقهقر.