دينيّة
25 آذار 2019, 08:00

في بشارة العذراء... بشارة للبنان

ريتا كرم
"السّلام عليك، أيّتها الممتلئة نعمة، الرّبّ معك... لا تخافي، يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله. فستحملين، وتَلدين ابنًا فسمّيه يسوع. سيكون عظيمًا وابن العليّ يُدعى، ويوليه الرّبّ الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية!" (لوقا 1/ 28- 33). بهذه الكلمات، حلّت بشرى الملاك جبرائيل لمريم العذراء وحلّ معها روح الله على آمته وظلّلتها قدرة العليّ، وأتت إلى العالم بالمولود القدّوس ابن الله الذي لا مستحيل عنده، مسلّمة أمرها لله فقبلت مشئيته مجيبة "ليكن لي بحسب قولك".

 

في عيد بشارة العذراء الّذي يعلن الله خلاله محبّته للبشر ويتّحد اللّاهوت والنّاسوت في رحم مريم العذراء، تحيّة إكرام إلى "محبوبة الله"، إلى أمّ الكلمة المتجسّدة والكنيسة جمعاء، البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة الّتي اصطفاها الله من بين كلّ نساء الكون لتزفّ إلى العالم أجمل بشرى خلاص وتشاركه في سرّيّ التّجسّد والفداء.

تحيّة إجلال إلى "أمّ الكلّ" الّتي يتحلّق تحت جناحيها، اليوم في الخامس والعشرين من آذار/ مارس، المسيحيّون والمسلمون في لبنان، في عيد وطنيّ جامع سنويّ.

تحيّة إكبار إلى مريم الوطن الّذي يجمع الأبناء ولا يفرّقهم بالرّغمّ من كلّ خلافاتهم واختلافاتهم الدّينيّة والقوميّة والسّياسيّة لأنّ مكانتها كبيرة. فكما يذكرها الإنجيل المقدّس كذلك يفعل القرآن، إذ فيه قيل: "إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".

إلى مريم ميناء الخلاص، إنحناءة الولد لأمّه وقبلة رضى من والدة تفوّقت على كلّ نساء العالم بطاعتها.

اليوم في عيد البشارة، نضع لبنان بين يدي العذراء مريم، بكافّة أطيافه لكي تتحوّل أرض وطن الرّسالة إلى أرض خصبة للتّعايش، ليس فقط في الخامس والعشرين من آذار/ مارس، وإنّما في أيّام السّنة كافّة، فتوحّد القلوب والهِمم وتفتحها على المحبّة والفرح السّماويّين، وتبسط البشارة مفاعيلها على لبنان والعالم بأسره.