في افتتاح السّينودس الأبرشيّ، هذا ما طلبه المطران عبد السّاتر!
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها: "في هذا المساء، أفتتح معكم، يا إخوتي وأخواتي المعمَّدين والمعمَّدين المكرَّسين في أبرشيَّة بيروت أعمال سينودس: "من أجل كنيسة سينودسيّة".
"من أجل كنيسة سينودسيَّة"، عنوان أفهمه كما يلي:
- أن يخرج المسؤولون في الجماعة المسيحيّة من محيطهم الآمِن، الدّير والأنطش والمكتب والكرسيّ الأسقفيّ ليلاقوا ويختلطوا بالآخر، وخاصّة بصغيرِ هذا العالم، حيث هو وليسمعوه كلمة حب الله الآب له، يسوعَ المسيح اللهَ الابن المخلِّص، بقوّة الرّوح القدس.
- أن تتخلّى الكنيسة عن الهرميَّة التّقليديّة وتستبدلها بالتّعاون بين مختلف المواهب والخِدَمِ من أجل بناء ملكوت الله وكرامة كلِّ إنسان.
- أن ينبذ المسؤولون في الجماعة المسيحيَّة مفهوم السّلطة كتحكّم بالعمل وتفرّد بالقرار وإخضاعٍ لإرادة الآخرِ ليتحوَّلوا إلى مفهوم السّلطة كتعاون في العمل وتشاور في القرار وإصغاءٍ لإرادة الآخر.
- أن يبتعد أبناء وبنات الكنيسة ومسؤولوها عن التّملّك المُفرِط، وعن البذخ وحياة التّرف، وأن يتقاسموا لقمتهم مع الجائع ولباسهم مع العريان ومأواهم مع من لا مأوى له.
- أن لا ندّعي امتلاك الحقيقة كلِّها وأن نسعى إلى اكتشاف ما عند الآخر من حقيقة وغنى روحيّ وإنسانيّ بعيدًا عن التّعصّب الدّينيّ أو الثّقافيّ.
- أن ننصر الحقَّ ونرفض الاستبداد، ونمدَّ الجسور ونهدم الجدران الّتي تفصل بين النّاس، وأن نرفض الانعزال والتّقسيم، وأن ننفتح على الآخر من دون فقدان الهويَّة.
- أن نفرح في الأسى ونترجّى في المحن، وأن نغلب الشّرّ بالخير والحقد بالمحبّة، وأن نتذكَّر أنّنا جميعُنا أبناء لإله واحد يُشرق شمسه على الأخيار والأشرار.
فلنبدأ المسيرةَ معًا بمعونة الرَّبّ ولنفتحَ قلوبَنا لإلهامات الرّوح فيتجدَّدَ وجهُ الكنيسةِ ووجهُ الأرض".
