دينيّة
25 آب 2019, 13:00

فلسطين تصرخ قداسة!

ريتا كرم
نسمة مشرقيّة عليلة فحّت على الشّرق مع ابنة فلسطين القدّيسة "مريم ليسوع المصلوب".

هذه الفتاة ذاقت مرارة الألم في محطّات كثيرة من حياتها فهي تشبه بعذاباتها الشّرق المجروح: تيتّمت وهي في الثّانية من عمرها، تغرّبت عن أرضها فانتقلت إلى الإسكندريّة مع عمّها الّذي أراد تزويجها غير أنّها رغبت بتكريس حياتها كاملة ليسوع، فهربت إلى منزل أحد العاملين لدى عمّها عساها تجد السّلام المرجوّ غير أنّ الأخير أقنعها بالتّخلّي عن إيمانها فرفضت وقطع عنقها على الأثر ورماها في البرّيّة، فأسعفتها مريم العذراء الّتي ظهرت عليها وداوت جراحها فنهضت من آلامها وانطلقت خادمة في المنازل إلى أن دقّت الدّعوة الرّهبانيّة باب قلبها، فلبّتها بفرح وسرور مجابهة كلّ الحروب الرّوحيّة والتّجارب بالإيمان والصّلاة.  
في عام 1860 التحقت براهبات مار يوسف، لكن أبت الأخوات الانضمام إليهنّ؛ فقادتها راهبة إلى الكرمل في باو- فرنسا سنة 1867 حيث نذرت نذورها في 21 ت2/ نوفمبر 1871 متّخذة اسم "مريم ليسوع المصلوب". ساعدت الرّاهبة على تأسيس مرسلي الكرمل في منفالور في الهند وعادت إلى فرنسا سنة 1872، قامت ببناء دير الكرمل في بيت لحم عام 1875، والتقت بعريسها السّماويّ في 26 آب/ أغسطس 1875.
أعلن البابا يوحنّا بولس الثّاني مريم ليسوع المصلوب طوباويّة في 13 تشرين الثّاني/ نوفمبر 1983، وتوّجها البابا فرنسيس في 17 أيّار/ مايو 2015 قدّيسة جديدة من الشّرق.
هذه القدّيسة الفلسطينيّة الأصل الشّابّة، زارت ذخائرها لبنان في حزيران/ يونيو 2017، بعد أن زارته في صباها وعملت في بيوت عاصمته بيروت كخادمة. زارت وطن القدّيسين وباركت أدياره ومراكزه الكرمليّة والتقت شعبه المؤمن ونثرت عليهم بركات السّماء.
واليوم، في عيدها، نطلب شفاعة مريم ليسوع المصلوب لتكون علامة رجاء وخلاص لأبناء وطنها الأمّ فلسطين، هذا البلد الّذي يتوق اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى السّلام وسط أحداث العنف الدّامية والمستمرّة.