الفاتيكان
18 أيلول 2024, 09:40

فرنسيس: الأخوّة، حصن ضدّ العنف والحرب

تيلي لوميار/ نورسات
البابا فرنسيس يوقّع مقدّمة كتاب إنزو بيانكي "الأخوّة"، الذي نشرته دار نشر Einaudi. في ما يلي النصّ الكامل للمقدّمة، كما أوردته "فاتيكان نيوز فرنسيّة".

 

إذا تحدّدتِ الأخوّة في آثارها، فتجب الإشارة إلى أنّها مقاوَمة لقسوة العالم. مذ وجدت البشريّة، وجد بوليموس، شيطان الحرب، وهو يتجلّى في تنافس يؤدّي إلى نفي الآخر، وقتله، كما يكشف الأمرَ، قتْلُ قايين لأخيه هابيل.

لهذا السبب، ينبغي على الأخوّة أن تجدّد نفسها على الدوام وتقاوم التنافس الذي يوصل إلى العنف والحرب. لسوء الحظّ، الأخوّة هي أكثر ما نفتقر إليه في حياتنا المشتركة، وغيابها بالتحديد هو الذي يسبّب الألم.

من دون الأخوّة، ستظلّ المساواة والحرّيّة، دائما، مهدّدتين وضعيفتين وقِيمتين متناقَضَتين بسهولة. بالطبع، لا بدّ من أن يُصار إلى تقرير الأخوّة بخيار: رفض الإقصاء، والرغبة في المصالحة، والرغبة في شركة إنسانيّة عميقة.

في هذا الكتاب، يُظهر الأخ إنزو بيانكي، بعمقه البشريّ المعتاد وذكائه الروحيّ، أنّ الأخوّة هي دعوة الإنسانيّة.

 

نحن جميعًا إخوة وأخوات في الإنسانيّة، بشرٌ ولكن واعون أنّنا في هذه الحياة من أجل أن نكون في علاقة مع بعضنا البعض. العطيّة العظيمة التي يمكن أن نستقبلها هي الآخر: قريب أو بعيد، معروف أو غير معروف، صديق أو عدو. إذا وقفنا بجانب بعضنا البعض، وجدنا أمامنا دائمًا أخًا أو أختًا وشعرنا بأنّ لدينا دعوة: الانتقال من الـ"أنا" إلى الـ"نحن"، لنعيش معًا.