متفرّقات
26 أيلول 2022, 10:40

غوتيريش يدعو إلى دعم "المسرع العالمي بشأن الوظائف والحماية الاجتماعية من أجل انتقال عادل"

الأمم المتّحدة
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "النظام المالي العالمي المفلس أخلاقياً" يتطلب إصلاحا هيكليا عميقا، وشدد على أن هذا التغيير لن "يحدث بين عشية وضحاها".

في كلمته خلال اجتماع رفيع المستوى حول تنفيذ "المسرع العالمي بشأن الوظائف والحماية الاجتماعية من أجل انتقال عادل"، قال السيد غوتيريش إن الاقتصادات التي ضربتها جائحة كوفيد-19 تواجه الآن "سلسلة من الأزمات الأخرى - من تداعيات الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، إلى التضخم المتصاعد، وأعباء الديون الساحقة، وتقلص الحيز المالي."

وشدد على أن الحاجة إلى مبادرة المسرع العالمي، التي تم إطلاقها قبل عام استجابة للجائحة، "تتسارع" مضيفاً أنه يجب دعم المبادرات التي تتخذها البلدان من أجل مستقبل مستدام ومرن وشامل.

وكما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن النظام الاقتصادي الحالي "غير عادل، ويزيد من عدم المساواة، ويدفع الآن المزيد من الناس إلى الفقر." وأضاف أنه على الرغم من الجهود لإصلاحه، "لن يحدث التغيير بين عشية وضحاها".

وأضاف السيد غوتيريش أن المسرع العالمي أداة مهمة للمساعدة في توفير الدعم الفوري للأشخاص المحتاجين وتعزيز العمل نحو التغيير التحويلي للجميع.

أهداف المبادرة

تهدف مبادرة المسرع العالمي إلى خلق 400 مليون وظيفة لائقة جديدة، لا سيما في الاقتصادات الخضراء والرعاية والاقتصاد الرقمي، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل أكثر من أربع مليارات شخص بدون تغطية حاليا. كما يجمع بين الحكومات والمؤسسات المالية الدولية والمجتمع المدني والأمم المتحدة والقطاع الخاص للمساعدة في إدارة التحولات الهائلة التي ستغير المجتمعات بشكل أساسي في العقود القادمة – بما في ذلك الثورات الرقمية والمناخية والديموغرافية - وتمهيد الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ودعا الأمين العام جميع البلدان إلى الالتزام بدعم المسرع العالمي وأهدافه من خلال وضع السياسات الوطنية، وإطلاق حوارات اجتماعية ثلاثية حول التوظيف والحماية الاجتماعية، والدعوة إلى تعاون أقوى متعدد الأطراف وبين بلدان الجنوب، وكذلك من خلال توفير التمويل اللازم واستراتيجيات التمويل التي لا يمكن للمسرع أن ينجح من دونها.

مفترق طرق

وأكد السيد غوتيريش إن العالم يقف عند مفترق طرق، حيث يؤدي أحد المسارين إلى "انهيار اقتصادي وكارثة مناخية، وتوسيع التفاوتات، واضطرابات اجتماعية متصاعدة"، والآخر يهدف إلى إعادة توازن المجتمعات من خلال خلق الوظائف اللائقة والحماية الاجتماعية في جوهر التنمية المستدامة، على النحو المحدد من قبل المسرع العالمي.

ودعا الدول إلى اختيار المسار الأخير حتى يتسنى لجميع الناس في كل مكان أن يعيشوا حياة كريمة ومليئة بالفرص في "مجتمعات عادلة ومسالمة ومزدهرة."

"حالة تأهب قصوى"

من جهته، قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، إن العالم "في حالة تأهب قصوى". وشدد على أنه ما لم يتم إيجاد استجابات فعالة للآثار المدمرة لأزماتي تكلفة المعيشة والمناخ المتداخلتين، "سنشهد معاناة هائلة، والمزيد من عدم الاستقرار، وربما المزيد من النزاعات."

ومع ذلك، شدد السيد رايدر على أنه لا يجب أن يكون الحال كذلك، ودعا الحكومات إلى حماية وتوسيع تدابير الحماية وتحفيز سوق العمل التي نفذتها خلال الجائحة والتصدي للعوائق التي تحول دون تحقيق ذلك، بما في ذلك نقص التمويل و"الميل المستمر للعمل في عزلة عن بعضنا البعض بدلاً من الاستفادة من خبرتنا الجماعية ومواردنا."

أكد المدير العام أنه إذا نجح المسرع العالمي، ستتحسن حياة المليارات من الناس. وشدد على أن المبادرة لا تصرف الأنظار عن أزمات المناخ والوقود والغذاء والتمويل، بل هي "عنصر حاسم في الاستجابة العالمية الضرورية لها."