غزّة: أين المجتمع الدوليّ؟
تتابع مارتا لورينزو، رئيسة الأنروا في أوروبا حديثها إلى "فاتيكان ينوز".
"لكنّ الصعوبات التي يواجهها الشعب الفلسطينيّ تذهب إلى أبعد من ذلك. "أربعة وثمانون في المئة من غزّة تخضع لأوامر الإخلاء". وهذا يعني حوالى 1.9 مليون شخص. وتلفت لورنزو إلى أن "في كلّ مرّة ينزح المرء، يمسي أكثر عرضة للخطر".
ولكنّ "التهجير ليس شيئًا جديدًا بالنسبة إلى الفلسطينيّين". في الواقع، هو يعود إلى عام 1948 إبّان ما يسمّيه الفلسطينيّون النكبة، حيث تمّ تهجير أكثر من 700,000 فلسطينيّ قسرًا أو أجبروا على الفرار من منازلهم في خلال الحرب العربيّة الإسرائيليّة التي اندلعت بعد قيام دولة إسرائيل.
وحتّى يومنا هذا، لا يزال العديد من هؤلاء اللاجئين، إلى جانب عائلاتهم، يعيشون في مخيّمات في أنحاء المنطقة، عديمي الجنسيّة وغير قادرين على العودة. وحدث المزيد من النزوح خلال نزاعات مختلفة منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، منذ 7 أكتوبر 2023، عندما شنّ مقاتلو حماس هجومًا على إسرائيل، اتّخذ النزوح شكلًا جدًيدا. والآن بات حجم التهجير وشكله غير مسبوقيْن، "والناس يسألون: متى سينتهي هذا الكابوس؟"
"لا يسع الأشخاص الذين فقدوا كلّ شيء ويحتاجون إلى كلّ شيء" إلّا أن يشعروا بأنْ تمّ التخلّي عنهم، ووفقًا للورنزو، فإنهم يتساءلون، مرارًا وتكرارًا "أين المجتمع الدوليّ؟"
وعلى الرغم من الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، "ينعكس التخلّي في عدد قليل جدًّا من شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزّة". بالنسبة إلى سكّان غزّة، "التضامن الدوليّ يعني أنّ هناك دفع لوقف إطلاق النار، ودفع لإعادة الرهائن إلى ديارهم، ودفع لجعل المساعدات كافية ومستدامة مع مرور الوقت حتّى يتمكّن الناس من استئناف حياتهم".
ينضمّ إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة البابا فرنسيس، إلى جانب الكنيسة الكاثوليكيّة بأكملها. تقول لورنزو: "نحن بحاجة إلى دعوات مثل دعوته لإنهاء معاناة الناس. نحن بحاجة إلى هذا التضامن".
وتوضح قائلة: "نحن نعلم أنّ غياب السلام والعنف لا يجلب سوى المزيد من العنف والمعاناة، وقد طال انتظار وقف النار".
تحدّثت مارتا لورينزو أيضًا عن حياة كثيرين من الأطفال وأحلامهم، قالت: "الآن، يقضي هؤلاء الأطفال أيّامهم في غربلة الأنقاض أو الوقوف في طابور لجلب الماء أو الطعام. إذا كانوا محظوظين، فسيحصلون على وجبة واحدة في اليوم، وأحيانا تكون هذه الوجبة مجرّد خبز. هذا غير مقبول. هم بحاجة إلى العودة إلى ديارهم. يجب أن يكونوا في بيئة آمنة وتعليميّة".
في ضوء هذا الظلام، تدرك مارتا لورينزو أنّ ما يقوله البابا فرنسيس عندما يطلب الصلاة من أجل السلام، "هو أن، حتّى في أحلك الأوقات، يجب ألّا نفقد الأمل". وتخلُص إلى أنّه على حقّ. بالنسبة إلى شعب غزّة وفلسطين والشرق الأوسط بأسره "يجب ألّا نتخّلى أبدًا عن السلام، ويجب أن تسود الإنسانيّة".