متفرّقات
29 تشرين الثاني 2024, 10:40

غزّة: أين المجتمع الدوليّ؟

تيلي لوميار/ نورسات
يتمّ الاحتفال باليوم العالميّ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ سنويًّا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر. هذا العام، وسط الدمار التامّ، تتّجه أنظار العالم إلى غزّة، حيث الأمّهات جائعات إلى درجة أنّ جفّ حليبهنّ لترضيع أطفالهنّ وبالكاد تستطيع الشاحنات تقديم مساعدات شحيحة، ننقل عن "فاتيكان نيوز".

 

يتمّ الاحتفال باليوم العالميّ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ في 29 تشرين الثاني/نوفمبر منذ ما يقرب من 50 عامًا. ومنذ أن أنشأته الأمم المتّحدة في عام 1977، كان هذا اليوم بمثابة تذكير عالميّ بحقوق الشعب الفلسطينيّ غير القابلة للتصرّف، فضلًا عن بقاء الأمل في التوصّل إلى حلّ سلميّ لعدم الاستقرار المستمرّ منذ عقود.

يشمل هذا الأمل إمكانيّة تقسيم فلسطين، أو حلّ الدولتيْن، الذي أكّد البابا فرنسيس أيضًا دعمه له وأعاد تأكيده، بما في ذلك مؤخّرًا في مقابلته العامّة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، والتي أصرّ فيها على أهمّيّة الحوار بين الطرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ، والاعتراف المتبادل أحدهما بالآخر.  

وبينما نحتفل بهذا اليوم، وهذا العام، على وجه الخصوص، تتّجه الأنظار إلى غزّة التي دمّرها أكثر من عامٍ من الهجمات العسكريّة. ووفقًا للمنظّمات الإنسانيّة، قتل في القطاع أكثر من 45,000 شخص، بما في ذلك آلاف الأطفال. وفي الوقت عينه، تمّ تهجير 9 من أصل 10 من سكّانه.

"لقد نفدت الكلمات لوصف الوضع في غزّة" قالت مارتا لورينزو، رئيسة الأونروا في أوروبا، في حديثها إلى "فاتيكان نيوز".  

كما لو أنّ السيناريو لم يكن سيّئًا بما فيه الكفاية، فإنّ وصول الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المنخفضة جعلت الوضع أسوأ. تقول لورينزو: "تخيّلوا فقط ما يعنيه هذا بالنسبة إلى عائلة لديها أطفال صغار، أو إلى الأشخاص ذوي الإعاقة، أو مرضى السرطان"، مضيفةً أنْ غالبًا ما تواجَه بالفعل صعوبات لا يمكن تصوّرها. وتكرّر أنْ "يفقد الأشخاص الذين هم في وضع ضعيف للغاية كلّ ما لديهم"، قبل أن تضيف أنّ "كلّ ما لديهم هو مأواهم الموقّت".  

 

 

والمؤسف الواقعيّ أنْ، عندما تهطل الأمطار تنتشر الأمراض، وفي غزّة "لا توجد إمدادات طبّيّة كافية أو مرافق طبّيّة عاملة".

الناس يتضوّرون جوعًا بالفعل، تحذّر لورينزو. "نرى المجاعة على أساس يوميّ".

"أخبرني زملائي أنّ الأمّهات لا يستطعن إرضاع أطفالهنّ". وفي شمال غزّة، حيث نقدّر أن ما بين 65,000 و75,000 شخص لا يزالون هناك، "لا توجد مطابخ مجتمعيّة أو مخابز عاملة".

للأسف، تتعرّض العمليّة الإنسانيّة بأكملها لضغوط كبيرة، "ولم يعد لدى الناس القدرة على الصمود". وتقول مارتا لورينزو إن هذا "هو ما نعنيه بكلمة "كارثيّة"...(يتبع)