أوروبا
20 كانون الثاني 2023, 14:20

غالاغر: علينا أن نفكّر في ما لا يمكن تصوّره من أجل السّلام في أوكرانيا

تيلي لوميار/ نورسات
"لا يمكننا أن نستسلم لحقيقة أنّ الحرب في أوكرانيا ستستمرّ لفترة طويلة، وحتّى لو لم يكن هناك في الوقت الحاليّ أساس لأيّ مفاوضات، علينا أن نحافظ على نموذج السّلام حيًّا وعلى فكرة أنّ هذه الحرب ستنتهي، حتّى لو لم تكن النّهاية الّتي تصوّرها زيلينسكي أو بوتين. نحن نريد سلامًا عادلًا، ولكن سلام يجب أن يأتي، ولكي نقوم بذلك، إذا لزم الأمر، يجب أن نبدأ أيضًا في "التّفكير في ما لا يمكن تصوّره"."

هذا ما قاله أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدّول والمنظّمات الدّوليّة المطران بول ريتشارد غالاغر في مؤتمر "أسلحة الدّبلوماسيّة. حوار بين الكرسيّ الرّسوليّ وأوروبا إزاء الحرب"، الّذي نظّمته شبكة رؤساء اليونيسكو الإيطاليّة ReCui الّذي عُقد في روما، وشارك فيه أيضًا الرّئيس السّابق للمفوّضيّة الأوروبيّة رومانو برودي.

وبحسب "فاتيكان نيوز" أشار رئيس الأساقفة غالاغر إلى أنّ خصوصيّة دبلوماسيّة الكرسيّ الرّسوليّ "تكمن في أنّها تحتوي على قيمة مضافة تتمثّل في الرّحمة، الّتي هي وحدها القادرة على كسر قيود الكراهيّة والانتقام. بهذا المعنى، يعمل الكرسيّ الرّسوليّ على سدّ الاختلافات وليس إلى زيادة الفجوات، لكي يكون الشّخص البشريّ على الدّوام هو المستفيد النّهائيّ من كلّ شيء. لهذا السّبب يُلزم البابا فرنسيس دبلوماسيّته لكي تجتهد وتلتزم بكلّ السّبل الممكنة لتحقيق السّلام. سلام ملموس وقابل للتّغيير ومتطوّر، بحيث يكون رابطًا لعمليّة فاضلة جديدة بين الأطراف المتنازعة وليس مجرّد إسنادًا لفائزين وخاسرين.

في هذه المرحلة من التّاريخ، تطارد الدّبلوماسيّة الأحداث وفقدت ما ينبغي أن يكون جوهرها، أيّ القدرة على منع النّزاعات. فهي لا يجب أن تكون وسيلة لوقف النّزاعات مع الهدنات المسلّحة، وإنّما أداة للتّماسك الوقائيّ. عمليّة لا يجب أن يشارك فيها القادة والدّبلوماسيّون فحسب، بل أكبر عدد ممكن من الفاعلين، ومن بينهم الدّيانات. وخير مثال على ذلك الزّيارة الرّسوليّة القادمة الّتي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى الكونغو وجنوب السّودان وسيرافقه فيها رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي.

لقد أظهرت الحرب في أوكرانيا بشكل خاصّ أزمة عميقة للنّظام المتعدّد الأطراف والمنظّمات الدّوليّة الكبيرة، ولاسيّما الأمم المتّحدة. فبعد مقتل العديد من الأشخاص، إنّ أكبر فضيحة في هذه الحرب كانت تعرّض كييف للقصف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن أثناء زيارة الأمين العامّ للأمم المتّحدة غوتيريش". وأمل المطران غالاغر بأن يُصار إلى إصلاح لعمل المنظّمة بطريقة أكثر تمثيلاً وأن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات جميع الشّعوب. وهذا يتطلّب دعم المجتمع الدّوليّ بأسره واستعادة "روح هلسنكي"، كما أكّد أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.