أوروبا
18 شباط 2025, 10:05

غالاغر: السّلام يتطلّب بناء منظومة ترتكز إلى العدالة والمحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
تحت عنوان "عسكريّون من أجل تحقيق السّلام"، عُقد في المعهد الفرنسيّ في مركز القدّيس لويس- روما مؤتمر في إطار الاحتفال بـ"يوبيل العسكريّين".

تخلّلت هذا المؤتمر مداخلة لأمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدّول والمنظّمات الدّوليّة رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، أكّد فيها أنّ الحرب اليوم لا تقتصر على استخدام القوّة، وإلى أنّ السّلام يتطلّب بناء منظومة ترتكز إلى العدالة والمحبّة.

وأوضح غالاغر أنّ "شجاعة السّلام لا تقتصر على البحث عن وقف إطلاق النّار أو عن تبنّي إجراءات من شأنها أن تحمي السّكّان المدنيّين وحسب لأنّ هذا الأمر يتطلّب التّدخّل قبل اندلاع العنف، ويقتضي أيضًا نبذ كلّ منطق يجرّد الشّخص من إنسانيّته، وكلّ ما من شأنه أن يولّد صراعات، إذ لا بدّ أن يتمّ العمل من أجل بناء التّضامن والأخوّة، متسلّحين بالعزم على تخطّي كلّ عدائيّة. كما ينبغي أن نعمل مع شعوب الأرض من أجل بلوغ مصالحة حقيقيّة ودائمة، لاسيّما في هذا السّياق الدّوليّ المعقّد الّذي نشهده اليوم."

ولفت المتحدّث الفاتيكانيّ إلى أنّ "السّلام لم يعد اليوم من المسلّمات خصوصًا في وقت تنمو فيه الشّكوك حيال قدرة المجتمع الدّوليّ والمؤسّسات الدّوليّة على الحفاظ على ثقة الشّعوب". وتوقّف عند تعليم البابوات السّابقين، والّذين أكّدوا منذ المجمع الفاتيكانيّ الثّاني على "أنّ الإنسان يعيش في وهم عندما يعتقد أنّ السّلام هو مجرّد غياب الحروب والصّراعات المسلّحة، خصوصًا وأنّ الحرب اليوم لا تقتصر فقط على استخدام القوّة." ورأى أنّ "الصّراعات الرّاهنة اليوم متعدّدة الأبعاد وهي تتطلّب مقاربة متكاملة للقضايا الأمنيّة، ما يشمل الأمن الغذائيّ والبيئيّ والصّحّيّ والاقتصاديّ، وكلّها مسائل لا بدّ أن تؤخذ في عين الاعتبار. ومن هذا المنطلق ينبغي أن يُبنى نظام يرتكز إلى العدالة والمحبّة، ويكون أيضًا ثمرة التّضامن وحماية بيتنا المشترك وتعزيز الخير العامّ".

وتطرّق غالاغر إلى الحروب الّتي يشهدها العالم، مؤكّدًا أنّ "الوضع الجيوسياسيّ يكون أحيانًا كثيرة معقّدًا جدَّا ومستقطبًا ويصبح البحث عن حلول أمرًا صعبًا للغاية."

كما أشار إلى الأنواع الجديدة من الأسلحة، إذ أنّ "العديد من الدّول تملك أسلحة للدّمار الشّامل وتستخدم أيضًا الذّكاء الاصطناعيّ"، وقال: "إن هذه التّكنولوجيّات والأنظمة المتطوّرة تسمح بضرب الأهداف دون أيّ تدخّل مباشر من قبل الإنسان، وهي مسألة تحمل أبعادًا خلقيّة هامّة."

وإختتم غالاغر مداخلته مذكّرًا "بكرامة الإنسان والمبادئ الخلقيّة هي ركيزة مجتمعاتنا البشريّة، وهي تجمع بين الأشخاص بغضّ النّظر عن الاختلافات السّياسيّة والثّقافيّة والدّينيّة، والتّقيّد بها يتطلّب شجاعة، وهو شرط أساسيّ لبناء السّلام ولقيام نظام دوليّ متناغم."