لبنان
01 تشرين الثاني 2017, 10:33

عيّدوا القدّيسة برباره لا تُعيّدوا "هالوين"

لا تحوّلوا وجه القدّيسة بربارة الجميل إلى وجه شيطانيّ مرعب لا تعبدوا الشّيطان ليلة واحدة.

 

أخذت دعايات ​عيد البربارة​ تنتشر باسم ​الهالوين​ قبل مجيء العيد لأكثر من شهر لأسباب تجاريّة ودعائيّة للتّعبّد للشّيطان وممارسة طقوسه الدّمويّة المرعبة، مع أنّ العيد حسب السنّكسار المارونيّ أو سير القدّيسين يقع في الرّابع من شهر كانون الأوّل. ويقول مؤسّس كنيسة الشّيطان بنفسه واصفًا الهالوين: «أنا سعيد لأنّ الأهل المسيحيّين يسمحون لأبنائهم بأن يعيّدوا الشّيطان على الأقلّ ليلة واحدة سنويًّا (أنطوان لقي).
القناع وتحوّل المعنى بين  persona وPersonne
لذلك يجب علينا أن ننبّه عن انحرافات هذا العيد وعن المخاطر الّتي تحيط به وبطقوسه وبأقنعته، والأوجه القذرة الّتي يضعونها. القناع كان يستعمل في المسرح وخاصّة المسرح الإغريقيّ لتضخيم وجه ودور الممثّل. فهو ليس الوجه الحقيقيّ للممثّل بل هو القناع ومن هنا صار خلط بين معنى كلمتين Persona وPersonne.
وPersona هو الشّخص الحقيقيّ وليس الوجه أو القناع، هو عمق أعماق الإنسان وPersonne هو الظّاهر أو المرئيّ أو الوجه أو القناع.
الغريب أنّ هنا كلمة أخذت معنى الكلمة الأخرى وأصبحت هي الأساس بديلاً عنها.
طقوسيّة الأقنعة والأوجه
في الاحتفالات الطّقوسيّة عند كلّ الشّعوب كانت الأوجه أو الأقنعة ركناً أساسيّاً من اللّباس الطّقسيّ للاحتفاليّة الدّينيّة المقدّسة ولممارسة طقوسيّتها المليئة بالمحرمات والممنوعات والّتي لا يمكن التّخلّي عنها وإلّا وقع الموت على من يمارس الطّقس كما يظهر ذلك إلى اليوم في لعبة الاكس عندنا أو كما نراه في المقابر الفرعونيّة المصريّة أو طقوس الكثير من القبائل في كلّ أصقاع الأرض. جميع الدّراسات الأنتربولوجيّة تثبت ذلك.
بربارة القدّيسة البعلبكيّة الجميلة
تقول بعض حكايات حياة ​القدّيسة بربارة​ إنّها ولدت في مدينة بعلبك هي والشّهيد كيرللس البعلبكيّ وكنيسة القدّيسة بربارة القديمة والجميلة في بعلبك شاهد على حبّ أهل مدينة الشّمس لهذه القدّيسة الشّهيدة الجميلة منذ زمن البدايات ​المسيحيّة​ في ​لبنان​. حيث تبقى أسماء أكويلنا الجبيليّة وكريستينا الصّوريّة فخراً لشهداء الكنيسة اللّبنانيّة منذ بداية المسيحيّة.
وحكاية أخرى تقول إنّها ولدت في مدينة نيقومديّة وكان والدها ديوسقوس غنيّاً وثنيّاً متعصبّاً.
بربارة الرّائعة الجمال
"فأحسن تربيتها بالعلوم والآداب وبما أنّها كانت جميلة جدّاً ورائعة الجمال وضعها والدها في برج حصين، وأقام من حولها الأصنام لتظلّ وثنيّة ومتعبّدة للأصنام.
فأخذت تتأمّل في هذا الكون وتبحث عن مبدعه. ولم ترَ في الأصنام سوى حجارة صنم لا يرجى منها خيراً. فأتاح لها الله أن اتّصلت بالمعلّم فالنتيانوس فأخذ يشرح لها أسرار الدّيانة المسيحيّة وتعاليم الإنجيل السّامية. فأخذ قلبها بهذه التّعاليم وانجذبت إليها وآمنت بها وبيسوع المسيح. وقبلت سرّ العماد المقدّس. ونذرت بتوليّتها للرّبّ يسوع...
وأمرت خدّامها بتحطيم ما حولها من أصنام فغضب والدها عليها وأوسعها شتماً وضرباً وطرحها في قبو مظلم...
بربارة يغلفها الغيم والضّباب
وفي الغد أتى بها أبوها، مكبّلة بالسّلاسل، إلى الوالي مركيانوس فاستشاط الوالي غيظاً وأمر بجلدها بأعصاب البقر وأمر بتعريتها من ثيابها وسوقها عارية في أسواق المدينة. فغلّفتها غيمة بيضاء حمت جسدها الجميل البريء التقى الطّاهر العاري عن انتهاك عيون النّاظر إليها. وهذا شكل شبه حجاب لها يحميها من الآخرين.
وهذا السّحاب أصبح القناع الّذي يلبسه النّاس في يوم عيدها تذكاراً لها. فلا تلبسوا أوجه الشّياطين وأقنعتها لتدنّسوا ذكرى القدّيسة بربارة. بل الأقنعة الجميلة إكراماً لها والّتي تحمل البسمة والنّقاء والأوجه الملائكيّة وليس الأوجه المرعبة والمخيفة والمفزعة. فهذه إهانة لهذه القدّيسة الجميلة والبريئة.
مزّقوا لحمها وقطعوا رأسها وعادوا بها إلى السّجن فظهر لها ​السّيّد المسيح​ وشفاها من جراحها وفي الصّباح رآها الحاكم بجمالها مشرقة الوجه صحيحة الجسم فجنّ جنونه وأمر بجلدها حتّى يتمزّق لحمها وتنكسر عظامها ثم أمر بقطع رأسها فتمّت شهادتها عام 235 صلاتها معنا آمين!". (السنكسار المارونيّ).
هالوين احتفال بالشّيطان والأموات
هالوين هو عيد كنيسة الشّيطان ويقع ليلة عيد جميع القدّيسين في 31 تشرين الأوّل، وهو احتفاء بالأموات وبإله الموت وإجلال للإله سامهاين Samhein إله الموت عند شعوب السّلت Celts وفيه يحتفلون بانتصار الظّلمة على النور.
لا تستحضروا الأرواح مجلبة الشّرور
هالوين هي رمز للآلهة jesebel Oxuim إلهة استحضار الأرواح فلا تستحضروا بتصرّفكم وتلبسوا أقنعتها بل أرفضوها، أرفضوا هذه الأقنعة الشّيطانيّة المخيفة والمرعبة والبسوا وجه القدّيسة بربارة الجميل وطوفوا به واطلبوا شفاعتها وصلاتها لكم ولأهلكم.
وهذه الآلهة هي مجلبة لشرور كثيرة كما يقول حضرة الأب أنطوان يوحنّا مخلوف في مقاله الهامّ على مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
قد تلبسوا يا أحبّائي تلك الأقنعة الشّيطانيّة ولا تحملوا تلك الجماجم والرّموز والألبسة الحاملة للرّموز والرّسوم والعظام والجماجم الشّيطانيّة وتحمل اللّعنة والشّرّ والأذى واللّعنة وتحلّ على من يحملها أو يسوّقها.
ليلة هالوين هي ليلة الشّرّ
ليلة هالوين هي ليلة الشّرّ والدّمّ والدّنس ففيها يجتمع السّحرة وعبدة الشّيطان ويقيمون طقوساً فيسية فاحشة مخجلة ويقدّمون ذبائح دمّ لأجل سكب اللّعنات والأمراض والشّرور وبثّ الأوبئة والمصائب والويلات والكوارث على العالم وخصوصاً على الكنائس والعائلات المسيحيّة والكهنة والمؤمنين ويطلبون أن تحدث حوادث الموت والفواجع والقتل والانتحار والاغتصاب والقتل والعنف وتقديم الضّحايا للشّيطان واتّباعه وعبدته.
لا تخلطوا عيد الظّلام بعيد النّور
فلا تخلطوا يا أحبّائي بين عيد البربارة الجميل وأقنعتها الحلوة وأقنعة وأوجه وألبسة هالوين المخيفة والمرعبة والشّيطانيّة. أبقوا للعيد قداسته وأعيدوا إليه معناه الحقّ والمقدّس وليبارككم الله وتحمكم القدّيسة بربارة في يوم عيدها.