عوده استقبل المحامي إيلي محفوض، ماذا في التّفاصيل؟
"تشرّفت بزيارة سيّدنا المطران الياس. طبعًا كلّ المواضيع السّياسيّة كانت مدار بحث وأهمّها ما سنصل إليه وهو الاستحقاق الدّستوريّ الّذي هو في غاية في الأهمّيّة، أعني رئاسة الجمهوريّة، الّذي يجب أن يكون بداية لتصحيح كلّ الشّواذ الحاصل في لبنان. نحن نطلب رئيسًا للجمهوريّة يشرّف الجمهوريّة، نريد رئيسًا يكون قيّمًا على الوجع الحاصل اليوم عند جميع اللّبنانيّين، نريد رئيسًا لا يكفي أن يُقال عنه آدميّ بل مطلوب مواصفات أساسيّة هي الجرأة، الإقدام، يعرف كيف يأخذ القرار ولا يتلقّى التّعليمات من هنا وهناك. إنّ الفراغ إذا حصل لا سمح الله أفضل من رئيس يصنعه كلاشنكوف ميليشيا على ما قيل سابقًا وعلى ما سمعنا هذا الكلام من داخل البرلمان. يبقى الفراغ أفضل ألف مرّة من رئيس يتباهى بولائه لدول أو لرؤساء من خارج الحدود اللّبنانيّة، يقدّس سلاح ميليشيا، حدوده تكون بين طهران والشّام. نريد رئيسًا يملأ المركز وكما قلت وشرحت لسيّدنا الياس أنّ الرّئيس صحيح مارونيّ لكن انتخاب الرّئيس ليس اختصاصًا مارونيًّا بل وطنيًّا يعني كلّ اللّبنانيّين، مسلمين ومسيحيّين. ومن يقرّر أنّه مسموح لهذا المرشّح أن يكون رئيسًا وغير مسموح لذاك المرشح أن يكون رئيسًا؟ ليستعدّ كلّ لبنانيّة ولبنانيّ، كلّ محامية ومحامي، كلّ طبيب، كلّ أستاذ، كلّ إعلاميّ وصحافيّ، كلّ النّاس، لأنّنا إذا استمرّينا على هذا المنوال فنحن ذاهبون إلى أيّام أكثر سوادًا وإلى جوع أكثر وإذا نجحوا من الخارج بتعيين دمية على قصر بعبدا، وإذا قبلنا هذه المرّة بالتّعيين الّذي يُحضّر لنا، فسنكون فعليًّا في جهنّم لستّ سنوات أخرى. وإذا وصل رئيس من طينة الموجودين أو المطروحين اليوم، ممّن يحصل تسويق لهم، عندها سننعي لبنان ووجودنا ومصيرنا ومصير أولادنا. لا أريد أن أظلم النّاس ولكن هؤلاء النّاس ذهبوا وأعطوا أصواتهم لمجموعة سلخت جلدنا عن عظامنا، جوّعتنا وأخذت منّا كلّ شيء واليوم ندفع ثمن هذه الخيارات. سُرق عمرنا، لكن أن يسرقوا عمر أولادنا فهذا إجرام. كيف يجرؤ على التّفكير بالرّئاسة أو بالتّرشّح من يعرف أنّه عبد مأمور عند عبد مأمور. هكذا رئيس لا يلزمنا، نريد رئيسًا يشرّف الجمهوريّة، يكون على مساحة من كلّ اللّبنانيّين ويبدأ من الصّفر. صحيح لا يمكنه لوحده القيام بكلّ شيء، لكن البطريرك الرّاعي طرح انتخاب الرّئيس في بداية الاستحقاق أيّ في الأوّل من أيلول، وعندما يستلم مقاليد السّلطة الدّستوريّة نأتي بحكومة تواكب هذا الوجع الحاصل حتّى يبقى أولادنا الّذين صاروا مشاريع هجرة إلى بلاد الله الواسعة".