دينيّة
22 تموز 2019, 10:36

عن مريم المجدليّة...

ماريلين صليبي
ما عسى يكتب القلم عن مريم المجدليّة؟ ما عسى ينطق اللّسان عنها؟ ما عسى يغرف الفكر عنها؟ هي الخاطئة، التّائبة، الخادمة، الحنونة، القدّيسة.. تضمّ كلّ نماذج المجتمع لتكلّل خبرتها بالقداسة.

 

كلّ شيء فيها مقدّس، فعن شعر مريم المجدليّة، ماذا يُقال؟ كلام كثير يُسكب للتّعبير عن قداسة شعرها. هذا الشّعر الذي كان في السّابق يُستخدم للإغراء والجذب والإثارة، بات سبيلًا للخدمة ومسح رجليّ المسيح والطّاعة والعفّة.

ماذا يُقال عن جمال مريم المجدليّة؟ هذا الجمال الذي كان في السّابق وسيلة لإسكار الرّجل وجرّه إلى الخطيئة بات يعكس وجهًا ملائكيًّا يبعث الرّجاء والسّلام.

الحياة مسرح واسع من الإغراءات المرّة، قد يقع المرء ضحيّتها في أيّ لحظة، فيستخدم نعم الله اللّامتناهية في طريق تعاكس تعاليم المسيح. ولكن، ها هي تجربة مريم المجدليّة خير دليل على رحمة الله، هي التي أثقلها الإثم، نالت شفاعة الخلاص متى قرّرت اللّجوء إلى الرّبّ والتّوبة.

المسيح، أخ صالح وأب حنون، تشفّع بحزن ضلالها وحماها من الذين أرادوا إدانتها بدون شفقة، حملها في قلبه ورفعها إلى بيته السّماويّ قدّيسة.

وهي بدورها رافقت درب مخلّصها، مشت الجلجلة معه وسهرت تحت أقدام الصّليب تصلّي وتتأمّل، لتكون لنا، نحن الخطأة المؤمنين، نموذجًا طيّبًا للغفران والرّحمة والخلاص.