دينيّة
07 كانون الأول 2020, 08:00

عن القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو...

ماريلين صليبي
بعد وفاة والده، تربّى على يد أمّه تربية مسيحيّة صالحة أتقن فيها الآداب والفلسفة فجعله والي إيطاليا مستشارًا له، ثمّ واليًا على ميلانو وقال له: "إذهب وكُنْ أسقفًا، أكثر من أن تكون واليًا".

 

هو أمبروسيوس الذي تحتفل الكنيسة اليوم بذكراه المبارك، أمبروسيوس الأسقف الذي عرف بإدارته شؤون الولاية بعدل واستقامة.

رغم اشتداد الخصام حوله، ظلّ أمبروسيوس متمسّكًا بالاتّفاق والسّلام، أسلوب علت على إثره أصوات تردّد: "أمبروسيوس أسقف!"، أصوات اعتذر على إثرها أمبروسيوس غير قابل بالأسقفيّة، ولكن نزولًا عند رغبة الشّعب، تسلّم الأسقفيّة بعد أن وزّع أمواله على الكنيسة وعلى الفقراء.

إذًا، ها هو أمبروسيوس أسقفًا لا يشبه الآخرين! الأسقف المتديّن دينيًّا والجامع بين التّواضع والشّجاعة والشّفقة على الفقراء اهتمّ بردّ الضّالّين إلى الصّواب، أبرزهم مار أغوسطينوس الذي دفعه إلى التّوبة وملك ميلانو الذي دعاه لحضور الذّبيحة الإلهيّة فأطاعه بإيمان وفرح. 

العبادة للعذراء مريم كانت شغف أمبروسيوس، إذ أنشأ ديرًا للعذارى تحت إدارة شقيقته وأغنى الكنيسة بترانيم مبشّرة وبمؤلّفات لاهوتيّة تتألّق فيها أقواله المحيية.

إذًا، سلّم أمبروسيوس نفسه للرّبّ عن عمر 64 سنة، تاركًا خلفه قداسة تعبق بالإيمان والصّلاح والعطاء.