عندما نسقط... يسوع ينهضنا
وأمام حجم تلك المصائب ومخلَّفاتها بخاصّة النّفسيّة الّتي تظهر على المتضرّرين والنّاجين نتيجة خسارة فرد من أفراد عائلتهم أو أحد المقرّبين، ونتيجة ضياع جنى العمر بلحظة واحدة، هل إكمال الحياة بشكل طبيعيّ ممكن؟
الحياة تستمرّ هذا أمر أكيد، ولكن كيف وبأيّة نفسيّة؟ وهنا، إنّ أكثر ما يتبادر إلى الذّهن والّذي يعطي إجابة على تساؤلاتنا هو آية القدّيس بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس الثّانية (1/ 3- 4): "تَبارَكَ الله أَبو ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أَبو الرَّأفَةِ وإِلهُ كُلِّ عَزاء، فهو الَّذي يُعَزِّينا في جَميعِ شَدائِدِنا لِنَستَطيعَ، بما نَتَلقَّى نَحنُ مِن عَزاءٍ مِنَ الله، أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت."
فبالاتّكال على الله كلّ شيء يصبح أسهل، وبالتّآخي في المحن يومض أمل في غد مشرق. وما أحوج العالم اليوم إلى جسور تبنيها سواعد رجالاته ونسائه، وإلى أياديهم متشابكة، وأكتفاهم متآزرة ومتعاضدة ليساهموا في بناء النّفوس الّتي تهدّمت وترميم الحجارة الّتي تصدّعت!
كم هم بحاجة إلى لفتة إنسانيّة تخرج من قلب صافٍ وصادق يشعر بأساهم وألمهم، يأخذ بيدهم ويساعدهم على النّهوض، يمسح الدّموع عن خدّهم ويملأهم عزيمة ويخمد النّيران الّتي تلهب قلوبهم ويشجّعهم على الوقوف على أقدامهم من جديد. هم بحاجة إلى أحد يذكّرهم بقول القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع: "عندما أسقط في الطّريق، أقدر على النّهوض بسرعة ويسوع يمسكني بيده". نعم، يسوع حاضر في كلّ الظّروف ولا يتخلّى عن أبنائه خصوصًا في الأوقات الحالكة، هو معنا فلا نخاف أن نموت لا غرقًا ولا حرقًا ولا جوًّا ولا برًّا ولا بحرًا... وإن متنا نحيا لأنّه غلب الموت.