لبنان
03 حزيران 2022, 10:20

عشيّة تطويب الكبّوشيّين ليونار عويس ملكي وتوما صالح، تعرّفوا إلى سيرة حياتهما!

تيلي لوميار/ نورسات
بقلب مفعم بالفرح والرّجاء والإيمان، تتحضّر الكنيسة في لبنان لإعلان غدًا طوباويّين جديدينن الشّهيدين ليونار عويس ملكي وتوما صالح، وهما من بعبدات ومن الأخوة الكبّوشيّين، في عرس كنسيّ جديد. ولكن من هما هذان الطّوباويّان؟

"ولد يوسف عويس في بلدة بعبدات المتنيّة في جبل لبنان ما بين أواخر أيلول وبدايات تشرين الأوّل سنة 1881، من حبيب عويس البعبداتيّ (1840-1906) ونورا بو موسي كنعان يمين من بيت شباب. (1845 - 1917) إنّه الولد السّابع في عائلة تتألّف من 11 ولدًا. نال سرَّ المعموديّة في اليوم الثّامن من شهر تشرين الأوّل 1881 ونال سرَّ التّثبيت في 19 تشرين الثّاني 1893. لشدَّة تأثّره بمثل وحياة الإخوة الكبوشيّين ورسالتهم قرّر أن يصبح أخًا ومرسلاً كبّوشيًّا. في 28 نيسان من سنة 1895 دخل إكليريكيّة الكبّوشيّين الصّغرى في سان ستيفانو بجوار إسطنبول التّابع للمعهد الرّسوليّ الشَّرقيّ. وهناك لبسَ ثوب الابتداء في 2 تمّوز 1899 وأعطي له إسم ليونار وأبرز نذوره الأولى في 2 تمّوز 1900.

في دير بودجا، بالقرب من إزمير، أنهى دروسه الفلسفيّة واللّاهوتيّة وأبرز نذوره المؤبّدة في 4 كانون الأوّل 1904، وبعد إنجازه الامتحانات النّهائيّة أرسل في 23 نيسان من سنة 1906 إلى الرّسالة في منطقة بلاد ما بين النّهرين. في 5 كانون الأوّل 1914 حصل الغزوّ الأوّل لكنيسة الكبّوشيّين في ماردين من العساكر والجنود، تلاها أعمال عنف وتهديد وتوقيفات واستجوابات ضدَّ الإخوة مع أوامر بإخلاء الدّير. لكن، بسبب وجود أخ كبير في السّنّ وغير قادر على ترك الدّير قرّر الأخ ليونار أن يبقى معه محبّة بأخيه على الرّغم من الخطر.

في 5 حزيران 1915 تمَّ اعتقال الأخ ليونار مدَّة 6 أيّام فسخروا منه وعذَّبوه وضربوه بغية أن ينكر إيمانه ويعتنق الإسلام. لكن في 11 حزيران من العام نفسه، كانت المناسبة عيد قلب يسوع، نفوه على رأس مجموعة من المؤمنين مؤلّفة من 416 شخصًا نحو دياربكر سيرًا على الأقدام. من بين المنفيّين عبر طوابير الذّلّ نذكر الطّوباويّ الأسقف إغناطيوس مالويان مطران الأرمن الكاثوليك في ماردين. بعد قطع مسافة من السّير والعذاب والسّخريّة، وبعد أن أصرَّ الجميع على عدم نكران إيمانهم بالرّغم من المحاولات الدّؤوبة لفرض هذا النّكران، أتت الأوامر بالتّخلّص منهم جميعًا وقتلهم وتمّ ذلك ورموا أجسادهم في الآبار والمغاور. وكانوا جميعًا أعلنوا قبل تصفيتهم: "نموت في سبيل المسيح".

أمّا خادم الله الأب توما صالح فـ"هو جريس ابن حنّا طنّوس صالح وأمانة جريس مرعي. ولد في 3 أيَّار 1879 في بلدة بعبدات المتنيّة وهو الخامس من عائلة مكوَّنة من ستّة أولاد. في اليوم الثّامن بعد ولادته، حمل الطّفل إلى كنيسة مار جريس المجاورة لتقبّل سرّ المعموديّة. ونال سرّ التّثبيت في 19 تشرين الثّاني 1893. تأثّر بمثال وحياة الإخوة الكبّوشيّين وقرّر أن يصبح كبّوشيًّا ومرسلاً.

في 28 نيسان 1895، دخل مع ابن بلدته، خادم الله ليونار ملكي، إلى الإكليريكيّة الصّغرى للكبّوشيّين في سان اسطفانو حيث لبس ثوب الابتداء الكبّوشيّ في 2 تموز 1899 وأبرز بعد سنة نذوره الأولى أيّ في 2 تمّوز 1900. أنهى دروسه الفلسفيّة واللّاهوتيّة في دير بودجا حيث احتفل بنذوره المؤبَّدة في 2 تمّوز 1903. سيم كاهنًا في 4 كانون الأول 1904 وبعد إتمامه بنجاح الامتحان الأخير كمرسل عيِّن مع الأخ ليونار في إرساليّة ما بين النّهرين في 23 نيسان سنة 1906.

أمضى حياته الرّسوليّة في مدن ماردين وخربوط ودياربكر. باندفاع وعطاء كلّيّ خدم المؤمنين من خلال سرّ الاعتراف والوعظ والتّعليم وإدارة المدارس وراعويّة الشّباب وإرشاديّة الرّهبنة الثّالثة الفرنسيسيّة. في 22 كانون الأوّل 1914 طرد وإخوته وبعض الرّاهبات من ديرهم في دياربكر إلى أورفا حيث لجأوا إلى دير الكبّوشيّين هناك.

في أورفا، واجه وتحمّل بشجاعة مدّة سنتين مضايقات الجنود ونجا على دفعتين من المجازر الّتي وقعت في حقّ المسيحيّين في المدينة. لكن في 4 كانون الثّاني 1917 ألقي القبض عليه وعلى الإخوة في الدّير بتهمة إيواء كاهن أرمنيّ محكوم عليه بالإعدام. تهمة أخرى قاضية وهي اتّهام الأخ توما بامتلاك قطعة سلاح، وهي تهمة باطلة هدفها القضاء عليه. هاتان التّهمتان أدّتا إلى الحكم عليه بالموت. اقتيد من مكان إلى آخر محتملاً كلّ أنواع التّعذيب إلى أن أصيب بمرض التّيفوس. تمكّن من الوصول إلى مرعش وهناك مات حوالى 18 كانون الثّاني 1917 مناجيًا إخوته والمحيطين به أن يضعوا كلّ ثقتهم بالرّبّ قائلاً: "تعالوا بسرعة، أحضروا لي المناولة." منحه الأب باتريس سرّ المسحة الأخيرة ولفظ الأب توما أنفاسه الأخيرة".