الفاتيكان
01 شباط 2022, 12:15

عشيّة اليوم العالميّ للحياة المكرّسة، رسالة إلى المكرّسين والمكرّسات!

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة اليوم العالميّ السّادس والعشرين للحياة المكرّسة الّذي يُحتفل به غدًا في عيد تقدمة الرّبّ إلى الهيكل، وجّه عميد مجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيّات الحياة الرّسوليّة الكاردينال جواو براز دي آفيتز رسالة إلى جميع المكرّسات والمكرّسين كتب فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"كانت الدّعوة الّتي وجّهناها إليكم في العام الماضي، في هذه المناسبة، ممارسة روحانيّة الشّركة لكي تكونوا صانعي أخوّة عالميّة ولكي تحلموا كبشريّة واحدة. كلمات هيّأت بطريقة ما المسيرة الكنسيّة الّتي بدأنا بها مؤخّرًا، تحت عنوان من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة، ورسالة. لذا في هذا العام سنتوقّف عند الكلمة الثّانية من السّينودس لندعو كلّ واحد منّا لكي يقوم بدوره، ويشارك لأنّ لا أحد مستبعد من هذه المسيرة؛ ولا يمكن لأحد أن يفكّر قائلاً "هذا الأمر لا يهمّني". وبالتّالي يُطلب من الجميع أن يدخلوا في ديناميكيّة الإصغاء المتبادل، الّتي تتمّ على جميع مستويات الكنيسة، ويشارك فيها شعب الله بأسره.

يتعلّق الأمر أوّلاً بمسيرة تُسائل كلّ جماعة في كونها التّعبير المرئيّ عن شركة المحبّة، وانعكاس العلاقة الثّالوثيّة، بصلاحها وجمالها، والقادرة على بعث طاقات جديدة لكي نواجه المرحلة الآنيّة بشكل ملموس؛ وبالتّالي إذا عدنا إلى دعوتنا، فسنجد مجدّدًا فرح الشّعور لكوننا جزءًا من مشروع الحبّ الّذي بذل الأخوة والأخوات حياتهم فيه قبلنا ومعنا. كم من الحماس في بداية قصص دعوتنا، وكم من الدّهشة في اكتشاف أنّ الرّبّ يدعوني أيضًا لكي أُحقّق حلم الخير هذا للبشريّة! لنحيي انتماءنا ولنعتني به، لأنّه وكما نعرف جيّدًا، مع مرور الوقت سيواجه خطر فقدان القوّة، لاسيّما عندما نستبدل جاذبيّة الـ"نحن" بقوّة الـ"أنا".

أوّل علامة للمشاركة هي إذًا الانتماء: لا يمكنني أن أُشارك إذا كنت أرى نفسي كـ"الكُلّ" ولا أعترف بنفسي كجزء من مشروع مشترك وإذا لم يتجذّر في نفسي الاقتناع بأنّه على الجسد والأعضاء أن يتّحدوا لكي يعيشوا! وأنَّ الوحدة هي أسمى من النّزاعات على الدّوام! لذلك وفيما نقوم بهذه المسيرة الكنسيّة، لنسأل أنفسنا، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، كيف هو إصغاؤنا في جماعاتنا: من هم الأخوات، والإخوة الّذين نصغي إليهم، ولاسيّما، لماذا نصغي إليهم؟ سؤال قد دُعينا جميعًا لكي نطرحه على أنفسنا لأنّه لا يمكننا أن نكون جماعة مكرّسة أو جماعة حياة إذا غابت مشاركة أحد الأعضاء.

لندخل في رحلة الكنيسة هذه، بغنى مواهبنا وحياتنا، دون أن نخفي التّعب والجراح، أقوياء في القناعة بأنّه يمكننا فقط أن ننال الخير ونعطيه لأنّ الحياة المكرّسة تولد في الكنيسة، وتنمو ويمكنها أن تعطي ثمارًا إنجيليّة داخل الكنيسة فقط وفي الشركة الحيّة لشعب الله الأمين. عندها تصبح المشاركة مسؤوليّة: وبالتّالي لا يمكننا إلّا أن نكون بين الآخرين ومع آخرين، ولاسيّما في هذه الدّعوة إلّا أن نصبح كنيسة سينودسيّة! إنَّ السّينودسيّة تبدأ أوّلاً في داخلنا: من تغيير الذهنيّة، ومن الارتداد الشّخصيّ، في الجماعة، في البيت، في العمل، وفي هيكلياتنا لكي تتوسّع بعدها في الخدمات وفي الرّسالة.

إنّها ديناميكيّة محفورة في حياتنا، وكصدى لذلك الجواب الأوّل على محبّة الآب الّتي بلغتنا. وهناك، في ديناميكيّة الدّعوة والاتِّباع، تكمن جذور موقف البقاء ضمن العمليّات الّتي تتعلّق بحياة الجماعة وحياة كلّ شخص، فنشعر في جسدنا بالجراح والانتظارات، ونفعل ما يمكننا القيام به ونبدأ بوضع كلّ شيء بين يدي الله بالصّلاة، ولا نتنصَّل من تعب الشّهادة للرّجاء ونكون مستعدّين للخسارة طالما أنّنا نغذّي تلك المسيرة معًا الّتي تبدأ بالإصغاء، والّذي يعني أن نُفسح المجال للآخر في حياتنا ونأخذ على محمل الجدّ ما هو مهمّ بالنّسبة له.

بهذه الطّريقة تأخذ المشاركة أسلوب المسؤوليّة المشتركة الّذي يشير إلى طبيعة الكنيسة الشّركة ومعناها النّهائيّ: الحلم الرّسوليّ بالوصول إلى الجميع، والعناية بالجميع، والشّعور بأنّنا جميعًا إخوة وأخوات معًا في الحياة وفي التّاريخ، الّذي هو تاريخ خلاص. لنسِر معًا إذًا ولنوكِل خطواتنا إلى العذراء مريم امرأة العناية والمبادرة."