لبنان
28 حزيران 2021, 12:30

عرس تاريخيّ عاشته كنيسة السّريان الأرثوذكس!

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة، يوم الجمعة، برسامة ثلاثة أساقفة جدد، بوضع يد بطريركها مار إغناطيوس أفرام الثّاني، وهم الأب الرّبّان روجيه يوسف أخرس مطرانًا نائبًا بطريركيًّا للدّراسات السّريانيّة، والأب الرّبّان كيرلّس بابي مطرانًا نائبًا بطريركيًّا على أبرشيّة دمشق البطريركيّة، والأب الرّبّان جوزف بالي، مطرانًا سكرتيرًا بطريركيًّا.

وترأّس أفرام للمناسبة قدّاسًا احتفاليًّا في كنيسة السّيّدة العذراء- العطشانة، عاونه فيه لفيف من المطرانة، بحضور بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، وبطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، والمطران شاهي ممثّلاً عن كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل، ومطران أبرشيّة أنطلياس المارونيّة أنطوان بو نجم ممثّلاً البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي. كما حضر أعضاء المجمع المقدّس، ولفيف من المطارنة والكهنة والرّهبان والرّاهبات وحشد من المؤمنين.

وبعد أن أعلن المرتسمون الجدد "الإقرار بالإيمان" وتوقيعه أمام البطريرك، تلا أفرام الثّاني صلاة حلول الرّوم القدس ثمّ صلاة وضع اليد ورقّاهم إلى درجة رئاسة الكهنوت المقدّس، وأطلق عليهم أسماءهم الأبويّة: "مار سويريوس" و"مار كيرلّس" و"مار يوسف"، وشرع بإلباسهم الحلّة الحبريّة، وأجلسهم على الكرسيّ الأسقفيّ ووضع يده على أكتافهم ونادى ثلاث مرّات أكسيوس (مستحقّ)، فردّد الشّعب المناداة بعده. ثمّ حُمل المطارنة الجدد وهم جالسون على الكرسيّ على أكتاف الشّمامسة ليقرؤوا الإنجيل المقدّس. بعدها، سلّمهم البطريرك أفرام العكّاز الأبويّ رمزًا للرّعاية والسّلطة الكنسيّة فباركوا به المؤمنين.

ثمّ ألقى المطارنة الجدد كلمات شكروا فيها الله على نعمة رئاسة الكهنوت، وتحدّثوا عن دعوتهم ورؤيتهم لخدمتهم الأسقفيّة. كما شكروا البطريرك وآباء المجمع المقدّس على ثقتهم، وشكروا عائلاتهم وجميع الأقرباء والأصدقاء الدّاعمين لهم في خدمتهم، سائلين من الجميع الصّلاة ليوفّقهم الله في خدمتهم الجديدة.

من جهته، شكر أفرام الثّاني "يسوع المسيح الّذي صنع اليوم عملاً عظيمًا مع كنيسته ومع هذا البلد الطّيّب لبنان إذ رفع ربّنا بواسطة ضعفنا وبمشاركة أصحاب النّيافة، رفع إلى رتبة الأسقفيّة ورئاسة الكهنوت ثلاثة من أبنائنا الأعزّاء الرّهبان الّذين نفتخر بهم كخدّام للكنيسة وللشّعب المؤمن وقد تعبوا وجهدوا ليتمكّنوا من الإتيان بثمار البركة". وأشار إلى تاريخيّة هذا اليوم، واصفًا إيّاه بالعرس، "فلأوّل مرّةٍ في تاريخنا المعاصر منذ مئات السّنين يُرسم أسقفٌ أو مطرانٌ من لبنان واليوم نرسم ثلاثة لا واحد فقط"، لافتًا إلى أنّ المطارنة الجدد "يرجعون بأصولهم إلى حواضر سريانيّة عظيمة وقد اختار ربّنا بعنايته ومحبّته أن تتمثّل اليوم بيننا أبرشيّات تاريخيّة عريقة بشخص المطارنة الثّلاثة آمد (دياربكر)، وماردين، والرّها".  

هذا ودعا في ختام كلمته إلى الصّلاة من أجل لقاء روما "لكي يلهمنا الله فنسهم بما نستطيع من أجل هذا البلد العزيز الّذي يمرّ بأزمات كبيرة".

كما كانت كلمة للبطريرك يوحنّا العاشر قال فيها: "أؤكّد لكم يا سيّدنا أنّ عرسكم اليوم هو عرسنا نحن أيضًا". وعبّر أنّه بسماعه "اعتراف الإيمان" (الأمولوغيا) "عدا المقطع المتعلّق بالمجامع، أشعر بأنّني أعلن إيماني الرّوميّ الأرثوذكسيّ"، قائلاً: "إسمحوا لي أن نجعل من هذا اليوم قرارًا مشتركًا لنطلق ونعيد إحياء الهيئة المشتركة بين كنيستَينا للاجتماع من جديد والعمل بكلّ جدّيّة لإزالة كلّ هذه العقبات الّتي تعترضنا". نعم، نحن عائلة وشعب واحد، سكّان هذه الدّيار وهذه البلاد... ونحن كنيسة واحدة. ما ذكرتم في اعتراف الإيمان، بشكلٍ خاصّ عن موضوع الأقنوم الثّاني ابن الله الوحيد الّذي تجسّد من العذراء مريم وما ذُكر وقيل حتّى عن كيفيّة العلاقة بين اللّاهوت والنّاسوت بلا اختلاط وتشويش، هذا ما نقوله، وهو يعبّر عن إيماننا نحن أيضًا. هذا هو إيماننا الأرثوذكسيّ الواحد، ولذلك أصلّي ومن أعماق قلبي ونحن سويّةً بشكلٍ خاصّ أن نعطي هذه الشّهادة المشتركة الواحدة لشعبنا المسيحيّ ولرسالتنا في العالم أجمع". وهنّأ بعدها المطارنة الجدد، وقدّم لهم عصا الرّعاية "بشكلٍ رمزيّ" تعبيرًا عن محبّته.