الفاتيكان
07 كانون الأول 2018, 12:47

عدوّ ثلاثيّ يهدّد المسيحيّ، ما هو؟

لمناسبة الاحتفال بالمئويّة الثّامنة لتأسيس الرّهبنة، رحّب البابا برهبان جمعيّة الطّوباويّة مريم العذراء سيّدة الرّحمة، فتحدّث إليهم عن نذر بذل الحياة الّذي يبرزه الرّهبان، "إذا تطلّب الأمر مثل ما بذل المسيح حياته من أجلنا، وذلك من أجل تخليص المسيحيّين من خطر فقدان الإيمان بسبب أشكال العبوديّة الجديدة".

 

وتابع البابا يقول بحسب "فاتيكان نيوز": "هذه الكلمات تذكِّرنا جميعًا وتذكّر الرّهبان بشكل خاصّ بأنّ اتّباع المسيح يعني بذل الحياة من أجل خلاص النّفوس. ولكن ومع إدراكنا جميعًا لأهمّيّة اتّباع المسيح، فإنّنا نتصرّف أحيانًا وكأنّ المسيح هو مَن عليه أن يتبعنا وأن يتكيّف مع ما نضع نحن من برامج ومشاريع. وبالتّالي إنّ اتّباع يسوع ليس مسألة منهج، بل هو أن نجعله يقودنا ويحدّد لنا إيقاع سيرنا الشّخصيّ والجماعيّ".

ولفت البابا إلى أنّ بذل الحياة كأسلوب اتّباع المسيح "يضعنا أمام حقيقة تكرُّسنا الدّينيّ، وإنّ الثّقة في الرّبّ تعني أن نسلِّم له ذواتنا بدون تحفظ، لا أن نسلِّمه فقط ما هو مادّيّ وسطحيّ بل كلّ ما لدينا أيّ أيضًا ميولنا وأفكارنا، كما أنّ تسليم الذّات ليس اختيارًا بل هو نتيجة قلوب لمستها محبّة الله. لذا من الضّروريّ عدم الاستسلام لتجربة اعتبار تضحياتهم أو تسليم الذّات خطوة مفيدة على الصّعيد الشّخصيّ، للتّرقّي في المراتب أو لكسب ضمانات في الحياة. عليهم بذل الجهود لجعل هذا التّكرّس في خدمة الله والأخوّة وذلك بعيش فرح الإنجيل ومن خلال موهبة الاعتاق.

إنّ رهبنة الطّوباويّة مريم العذراء سيّدة الرّحمة تعكس إنجيل الخلاص الّذي يحدِّثنا عن الرّبّ الّذي افتقد شعبه وافتداه (راجع لو 1، 68)، حيث يميِّز فعلا "زار وحرَّر" دعوة هذه الرّهبنة وعملها الإرساليّ، أيّ الخروج لتخليص المسيحيّين المعرّضين إلى خطر فقدان الإيمان، هؤلاء الّذين تُسلب كرامتهم كأشخاص، ضحايا شبّاك مبادئ وأنظمة تتعارض مع الإنجيل.

إنّ المسيحيّ اليوم أيضًا يهدّده عدوّ ثلاثيّ: العالم والشّيطان والجسد، وهناك أخطار قد لا نتعرّف عليها إلّا أن تبعاتها بيّنة، أخطار تخدِّر الضّمائر وتقود إلى موت داخليّ. من هنا ضرورة اليقظة كي لا نسقط نحن أيضًا في حالة غياب الحيويّة الرّوحيّة هذه".

وفي الختام، دعا الرّهبان إلى أن يحملوا فداء الرّبّ إلى السّجناء واللّاجئين والمهاجرين، ضحايا الاتجار بالبشر، البالغين الضّعفاء والأطفال اليتامى والمستغَلّين، ودعاهم إلى ألّا يكلوا عن أن يكونوا أدوات تحرّر وفرح ورجاء.