لبنان
29 تشرين الثاني 2022, 06:55

عبد السّاتر من رعيّة القدّيسة تقلا- حاصبيا المتن: بقدر ما ندع الرّبّ يعمل فينا ويقدّسنا ويطهّرنا، نصير شهودًا حقيقيّين له

تيلي لوميار/ نورسات
قام راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر بزيارة رعويّة، يومي السّبت والأحد، إلى رعيّة القدّيسة تقلا في حاصبيا المتن، رافقه فيها خادم الرّعيّة الخوري جان الهاشم والمتقدّم بين الكهنة في قطاع الجبل الأعلى الخوري دانيال خوري، ومسؤول دائرة التّواصل في الأبرشيّة الخوري مروان عاقوري.

بداية الزّيارة كانت بصلاة في الكنيسة، ثمّ انتقل لزيارة عدد من أبناء وبنات الرّعيّة وقام بمناولة عدد من المرضى والمسنّين فيها.

بعدها، وبحسب إعلام المطرانيّة، "توجّه المطران عبد السّاتر إلى كابيلّا مار شربل، ليعود ويلتقي في صالون الرّعيّة رئيس بلديّة حاصبيا جوزيف بو نصّار وعدد من أعضاء المجلس البلديّ حيث كان عرض لأبرز المشاريع والتّحدّيات ولاسيّما لناحية التّدفئة في فصل الشّتاء مع ارتفاع سعر المازوت والغاز والانقطاع الدّائم للكهرباء. وشدّد بو نصّار أمام صاحب السّيادة على أنّ "ما يهمّنا هو أن تظلّ الكنيسة ثابتة ليبقى الأمل موجودًا". ومن ثمّ كان لقاء مع المختار فرانسوا هاشم وعضوي المجلس الاختياريّ سحر المرّ هاشم وعبدو هاشم، تمّ التّأكيد خلاله على أهمّيّة إكمال مسيرة التّعاون بين السّلطتين المدنيّة والكنسيّة بالتّكافل والتّضامن والشّفافيّة.

وإجتمع المطران عبد السّاتر مع أخويّات الفرسان والطّلائع والشّبيبة مشيرًا أمامهم إلى أنّهم جميعًا الأساس لغد أفضل في الوطن والكنيسة، قائلًا لهم: "الصّلاة والمحبّة والشّهادة هي في صلب رسالتكم كأخويّات، ولاسيّما في هذه الأيّام الصّعبة، فكونوا أنتم الفرح في وسط كلّ الألم الموجود".

كما كان لقاء مع أعضاء أخويّة الحبل بها بلا دنس وجماعة الصّلاة وجماعة قلب يسوع، وشدّد المطران عبد السّاتر أمامهم على أنّ الله دعا كلّ إنسان لخدمة معيّنة واهبًا إيّاه النّعم والمواهب لتزيده غنًى داخل الجماعة بعيدًا عن التّنافس.

من ثمّ التقى صاحب السّيادة بجوقة الرّعيّة، وبعدها بلجنة العمل الاجتماعيّ حيث استمع من أعضائها إلى أبرز الصّعوبات الّتي تواجههم ولاسيّما في ما يتعلّق بالأمور الصّحّيّة الّتي باتت العبء الأساسيّ أمام كلّ إنسان يحتاج إلى علاج أو دواء، ولافتًا أمامهم إلى أهمّيّة أن يكون العمل الإنسانيّ المنطلق من الكنيسة مليئًا بالمحبّة والصّلاة والاحترام والإصغاء إلى جانب المساعدات العينيّة والمادّيّة، فتكون كرامتنا من كرامة الأشخاص الّذين نخدمهم.

وفي اجتماعه مع كلّ من المجلس الرّعوي ولجنة الوقف، توقّف المطران عبد السّاتر عند ضرورة أن يكون هدف كلّ عمل نقوم به تمجيد الله وخير الإنسان.

كما التقى صاحب السّيادة باللّجنة الإداريّة لنادي حاصبيا الرّياضيّ الّتي عرضت لأبرز التّحدّيات في هذه الأيّام الصّعبة، وأشار خادم الرّعيّة الخوري جان الهاشم إلى حضور الكنيسة إلى جانب النّادي، كما ومشاركة النّادي في نشاطات عدّة تنظّمها الرّعيّة. ومن ناحيته، أكّد المطران عبد السّاتر أنّ للرّياضة اليوم أهمّيّة كبيرة في إبعاد الأولاد والشّباب عن مختلف الآفات الّتي تفتك بمجتمعنا.

وإختتمت الزّيارة بالقدّاس الإلهيّ الّذي احتفل به المطران عبد السّاتر وعاونه فيه قدس الأباتي نعمة الله هاشم وخادم الرّعيّة الخوري جان الهاشم، بمشاركة الخوري مروان عاقوري وبحضور حشد من أبناء الرّعيّة.  

وأبرز ما جاء في عظة المطران عبد السّاتر:  

"كما أنّ هذه الكنيسة بُنيت حجرًا بعد حجر، هكذا، وبفعل الرّوح، ينحتنا الرّبّ لنصبح بدورنا كنائس حيّة تمجّد اسمه.  

في العهد الجديد صار الله بيننا وفي داخلنا، إذ أنّنا في المعموديّة نصبح مسكن الرّبّ الّذي يقدّسنا ويجعلنا أكثر فأكثر على صورته ومثاله، فنستمدّ منه قوّة الإيمان والمحبّة الحقيقيَّة والفرح والسّلام.

بقدر ما ندع الرّبّ يعمل فينا ويقدّسنا ويطهّرنا، نصير شهودًا حقيقيّين له.  

أشكر كاهن الرّعيّة الخوري جان الهاشم على خدمته بينكم وعلى محبّته الكبيرة لكم، هو الّذي يضع في سلّم أولويّاته بلدتكم حاصبيا لينقل رجاء الرّبّ لكلّ واحد منكم. أطلب منكم أن تصلّوا لأجله ليبقى علامة فارقة في أبوّته وليبقى فرح المسيح في قلبه على الرّغم من الصّعوبات."

وفي ختام القدّاس، ألقى الخوري جان الهاشم كلمة قال فيها: "نشكر الله على نعمة اللّقاء بين الرّاعي والرّعيّة في هذه الزّيارة الرّعويّة، فنهتف مع الجماعة الحاضرة "مبارك الآتي باسم الرّبّ"، لأنّ فرح اللّقاء مع كلّ مريض ومع مختلف العائلات والجماعات في الكنيسة كان مؤثّرًا. ونشكر الله على كلّ المكرّسين والمكرّسات من أبناء الرّعيّة الّذين خدموا ويخدمون من كلّ قلبهم ليعلنوا كلمة الرّبّ أينما حلّوا. نشكر الله على كلّ الجماعات الحاضرة والفاعلة في قلب الرّعيّة ونشكر الله على نعمة الفرح والإيمان ونرفع صلاتنا إليه ليكون مع كلّ مسنّ وشابّ وشابّة وطفل وطفلة في مسيرتهم الإيمانيَّة."  

وبعد القدّاس، التقى المطران عبد السّاتر أبناء الرّعيّة وبناتها في صالون الكنيسة."