لبنان
14 شباط 2025, 13:30

عبد السّاتر مشرفًا على رابطة كاريتاس لبنان خلفًا للمطران بو نجم

تيلي لوميار/ نورسات
تسلّم راعي أبرشيّة بيروت للموارنة المطران بولس عبد السّاتر، مسؤوليّة الإشراف على أعمال رابطة كاريتاس لبنان من سلفه راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم، في حضور الأمين العامّ لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الأب كلود ندرة، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبّود، نائب الرّئيس الدّكتور نيكولا الحجّار وأعضاء مجلس الإدارة.

وفي تفاصيل التّسلّم، وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، "بعد صلاة الافتتاح، تلا الأب ندره بنود القانون الأساسيّ والدّاخليّ للرّابطة الّذي يحدّد مسؤوليّات المطران المشرف، ثمّ تلا رسالة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، جاء فيها: "البركة الرّسوليّة تشمل حضرة الأب ميشال عبّود المحترم، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، أيّها الابن العزيز، عملًا بنظام مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وعملًا بالقانون الأساسيّ لرابطة كاريتاس لبنان، وبعد استشارة مجلس رئاسة المجلس، قد عينّا ونعيّن صاحب السّيادة المطران بولس عبد السّاتر السامي الاحترام راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة، مطرانًا مشرفًا من قبل المجلس على رابطة كاريتاس لبنان وذلك وقف الصّلاحيّات الّتي توليه إيّاها القوانين المرعيّة الإجراء. فنرغب إليكم التّعاون معه تعاونًا يشهد لعظمة خدمة المحبّة للأكثر فقرًا وحاجة ومن أجل خير رسالة الكنيسة الاجتماعيّة ونموّ الرّابطة. شملكم الله مع مجلس إدارة الرّابطة بوافر نعمه."
وأعرب المطران بو نجم عن امتنانه العميق "للتّجربة الغنيّة الّتي اختبرتها خلال فترة إشرافي على كاريتاس لبنان"، معتبرًا أنّ "هذه المرحلة كانت فرصة لخدمة المحتاجين وتعزيز رسالة المحبّة والتّضامن"، وقال: "بعد تسلّمي مهام الأسقفيّة، وجدت نفسي أمام مسؤوليّات كبيرة في الأبرشيّة، إضافة إلى مسؤوليّة الإشراف على رابطة كاريتاس لبنان وكشّافة لبنان والتّعليم المسيحيّ. فمع مرور الوقت، أدركت أنّ المتابعة المطلوبة تفوق قدرتي على التّفرّغ الكامل، خصوصًا أنّ مسؤوليّة الإشراف على أعمال الرّابطة تتطلّب متابعة وحضورًا دائمًا."

أضاف: "لقد عاينت كيف شهدت كاريتاس تطوّرات إيجابيّة خلال هذه الفترة، منها التّعاون مع شركات تدقيق عالميّة محترفة لضمان الشّفافيّة، وتنفيذ برامج كبيرة، كما بدأنا العمل على إعادة الهيكلة القانونيّة، أغادر كاريتاس وأنا ممتنّ لكلّ من تعاون معي، وواثق بأنّ العمل سيستمرّ بجهود الجميع. أسأل الله أن يوفّقكم في خدمة الفقراء والمحتاجين في لبنان. لقد أحببت العمل مع كاريتاس ووجدت فيها أشخاصًا رائعين يتفانون في خدمة المحتاجين."
من جهته، عبّر المطران عبد السّاتر عن شكره للمطران بو نجم على "الجهود الّتي بذلها خلال فترة إشرافه"، مؤكّدًا عزمه "مواصلة دعم عمل كاريتاس لبنان في رسالتها الإنسانيّة"، وقال: "أودّ أوّلًا أن أشكر صاحب الغبطة والنّيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي على إيلائي مهمّة ألا وهي الاشراف على رابطة كاريتاس لبنان، كما أتقدّم بالشّكر الجزيل إلى سيادة المطران أنطوان بونجم على خدمته المخلصة خلال السّنتين الماضيتين وعلى تعبه وأمانته في الكنيسة. من الجميل أن يدرك الإنسان أحيانًا أنّه لا يستطيع أن يحمل كلّ شيء وحده، فذلك دليل على حكمته وتواضعه ونضجه".
ورأى أنّ "التّعاون والعمل المشترك بيننا هو مفتاح النّجاح، وأنا على يقين بأنّنا نستطيع أن نعمل معًا بروح الفريق الواحد، وكما تعلمون، أمضيت أكثر من عشرين عامًا في مجال الإدارة والماليّة، وأصبح بيني وبين الأرقام إلفة ومعرفة عميقة أدرك إيجابيّاتها كما أدرك تحدّياتها. ومع ذلك، ليس من السّهل مهما كان الإنسان محبًّا للآخر أن يتمكّن دائمًا من تلبية حاجات الجميع، ولكن رغم الصّعوبات والتّحدّيات الّتي تواجهونها في سعيكم الدّؤوب للبقاء قريبين من المحتاجين، فإنّ عملكم يحمل في طيّاته بركة كبيرة ورسالة سامية، فأنتم تكافحون يوميًّا لإبراز علامات حضور الرّوح في كلّ فرد منكم وهذا جهد يقدّر ويثمّن".
الأب عبّود
وفي الختام، شكر الأب عبّود المطران بو نجم على "جهوده في خدمة كاريتاس"، ورحّب بالمطران عبد السّاتر، متمنّيًا له "التّوفيق في هذه المسؤوليّة"، مؤكّدًا أنّ "كاريتاس ستبقى حاملة رسالة الإيمان والخدمة من أجل الإنسان في لبنان"، وقال: "نتوجّه إليك سيادة المطران أنطوان بو نجم، باسم أعضاء مجلس الإدارة، بالشّكر على مرافقتك لنا ودعمك الدّائم. لقد التزمنا معًا بروح المسؤوليّة على المستويات المهنيّة والكنسيّة والإنسانيّة، وهذا شرف لنا جميعًا، ونصل اليوم إلى آخر سنة لنا كمجلس إدارة مع استمرارنا في عملنا الدّؤوب والتّقويم الدّائم للعمل الاداريّ، ونريد لهذا العام أن يكون عامًا تقويميًّا شاملًا، نضع فيه أمامنا جميع الأمور الّتي بدأناها لنعمل على تثبيتها، ونقيّم الأمور الّتي لم نتمكّن من تحقيقها بسبب الأزمات المتراكمة. علينا أن نراجع كلّ ما أطلقناه ولم نتمكّن من استكماله، وننظر إليه بعين المسؤوليّة، ليس كأفراد، بل كمؤسّسة قائمة بحدّ ذاتها، مؤسّسة تعمل بروح رسالتها، ليس بناءً على شخص الرّئيس أو المدير أو أعضاء مجلس الإدارة فقط، بل وفق مبادئها الرّوحيّة والإنسانيّة، فلقد واجهنا أزمات كبرى، من انفجار بيروت وكورونا إلى الأزمة الاقتصاديّة وأزمة الجنوب، إلى ما نحن عليه الآن من تحدّيات جديدة أمام تحدّيات جديدة علينا أن نكون مستعدّين لها، كما استعددنا مسبقًا للأزمات السّابقة.

وإختتم قائلًا: "نؤمن يومًا بعد يوم بحضور الله في الرّابطة ورسالتها، ولم نيأس يومًا رغم كلّ الأزمات، وسنبقى مستمرّين في رسالتنا بدعم الكنيسة الّتي نعمل باسمها وفي كنفها، مستندين إلى العناية الإلهيّة وإيماننا بأنّ الخير سينتصر دائمًا رغم الصّعوبات."
وكانت كلمة للدّكتور الحجّار، توجّه فيها إلى المطران بو نجم، قائلًا: "حضوركم بيننا كمطران مشرف يرسّخ فينا الشّعور بأنّ الكنيسة حاضرة معنا، دور المطران المشرف ليس إداريًّا فقط، بل هو ركيزة روحيّة تعزّز مسيرتنا، نلجأ إليه للإرشاد والتّوجيه، أمّا القوانين الّتي نسير وفقها فهي ليست جامدة، بل عمليّة مستمرّة تتطوّر وفق الحاجة، وتعود جذورها إلى أيّام تأسيس كاريتاس، حيث وُضعت بالتّعاون مع المسؤولين الرّوحيّين والإداريّين، وما زلنا نحرص على دراستها وتطويرها لتتناسب مع المتغيّرات، دون التّفريط بالمبادئ الأساسيّة الّتي أُسّست عليها. لقد عملنا على تحقيق توازن في توزيع المساعدات بين اللّاجئين واللّبنانيّين، وضاعفنا الجهود لتوظيف أبناء الوطن والحدّ من الهجرة، كما فرضنا معايير شفّافة للتّدقيق الماليّ والإداريّ لضمان النّزاهة والكفاية في عمل كاريتاس”.
كما توجّه الحجّار إلى المطران عبد السّاتر، قائلًا: "سيّدنا بولس عبد السّاتر، إنّ حضوركم في اجتماعاتنا ليس مجرّد شرف، بل هو ضرورة، لأنّنا نؤمن أنّ الكنيسة ليست فقط مؤسّسة إداريّة، بل هي أمّ تحتضن أبناءها وترعاهم، ونتمنّى أن يكون تفاعل الإكليروس مع كاريتاس أكثر عمقًا، ليس فقط من خلال التّوجيه، بل أيضًا عبر المشاركة الفاعلة في اتّخاذ القرارات الكبرى، نشكركم على دعمكم، ونتطلّع إلى استمرار تعاونكم وإرشادكم."
وفي الختام أخذت صورة تذكاريّة وتمنّى الجميع للمطران عبد السّاتر التّوفيق في رسالته.