عبد السّاتر لكهنة أبرشيّته الجدد: لا تكونوا أنصاف كهنة!
وترأّس للمناسبة عبد السّاتر قدّاسًا احتفاليًّا في كاتدرائيّة مار جرجس في وسط بيروت، عاونه فيه الخوري جاد شلوق والخوري دانيال الخوري، بمشاركة مطران بيروت السّابق بولس مطر ولفيف من الكهنة والآباء، بحضور ذوي الكهنة الجدد.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى عبد السّاتر عظة توجّه فيها إلى الكهنة الجدد فقال نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "المجد لله الآب والإبن والرّوح القدس الّذي يختار من بيننا شبّانًا ليجعلهم مبشّرين بمحبّته وعلامة على قيامته ومكمّلين لعمله الخلاصيّ.
الشّكر لله الآب والإبن والرّوح القدس الّذي يبعث في قلوب من يختارهم الغيرة على بيته والعشق لشعبه فيعيشون في ما بيننا الإيمان الّذي لا يتزعزع في المحن، والتّجرّد حتّى التّخلّي عن الذّات، والانمحاء حتّى قبول مذلّة الصّليب.
طوبى لكم يا فرنسيس ويا جورج ويا بيو ويا كريستيان لأنّ الله دعاكم إلى ملازمته والعيش معه وخدمة كنيسته.
طوبى لكم لأنّكم باسمه ستشفون المرضى وتشجّعون الحزانى وتغفرون للخطأة وتغلبون أقوياء هذا العالم على رغم ضعفكم وصغركم.
طوبى لكم لأنّكم ستلمسون كلّ يوم في خدمتكم محبّة الله الآب لصغار هذا العالم وللخطأة وللمنبوذين.
طوبى لكم لأنّكم ستختبرون عمل المسيح القائم في قلب المحزون والمتألّم واليائس.
طوبى لكم لأنّكم سترون عمل الرّوح في فرح الجماعة وفي الشّجاعة في الشّهادة وفي القوّة في المحبّة.
لا تنسوا أنّ الله اختاركم وأنّكم واقفون اليوم أمامنا بنعمته وليس عن استحقاق.
لا تنسوا أنّكم اليوم هنا بصلوات وتضحيات وأصوام الكنيسة جمعاء وأهلكم ومن يعرفونكم ويحبّونكم.
لا تنسوا أنّكم بيننا اليوم بتعب معلّميكم ومرشديكم وبرعاية صاحب السّيادة المطران بولس مطر السّامي الاحترام لكم لسنين طويلة.
لا تنسوا أنّكم ستقبلون درجة الكهنوت المقدّس وأنّكم ستقفون في قدس الأقداس وتحملون جسد الله الابن ودمه على أيديكم، فكونوا قدّيسين.
لا تكونوا أنصاف كهنة ولا أنصاف رسل ولا أنصاف شهود. إعتنوا ببناء الإنسان قبل بناء الحجر. كونوا متواضعين، عطوفين، ومثابرين على الصّلاة لأجل الكنيسة واولادها. كونوا كاملين في المحبّة".
وتوّج عبد السّاتر كلمته مقتبسًا عن قول الأب الطّوباويّ أنطوان شفرييه لإكليريكيّين من جمعية البرادو بضعة أيّام قبل سيامتهم الكهنوتية: "من وجد يسوع المسيح، يعدّ كلّ شيء أدنى منه، ويترك كلّ شيء من أجله.
لا يرغب في إرضاء أحد سوى يسوع، ولا يأبه إن نعتوه بالمجنون لأجل حبّه. لا شيء يستطيع أن يفصله عنه، وسعادته تكمن فقط في اللّحاق به. حياته هي يسوع المسيح".