عبد السّاتر في عيد مار ساسين: أرضنا وكنيستنا وبلدنا يستحقّون أن نتمسّك بهم
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:
"إختار مار ساسين، الذي كان أسقفًا، أن يتخلّى عن السّلطة والمركز والجاه والنّفوذ، وأن يقدّم حياته من أجل مجد الرّبّ يسوع وحبًّا بالإنسان، وفي سبيل أن يبقى الإيمان المسيحيّ موجودًا في المنطقة، وفي سبيل استمراريّة الكنيسة.
وجودنا اليوم في هذا البلد وهذه المنطقة يعود الفضل فيه أيضًا إلى أجدادنا وآبائنا الذين عانوا من الاضطهاد والجوع والضّيقة ولكنهم لم يستسلموا، ويعود الفضل فيه إلى تضحيات الكنيسة جمعاء، والكنيسة المارونيّة وآبائها تحديدًا، الذين سكنوا أعلى الجبال وقعر الوديان وفتّتوا الصّخر ليزرعوا ويأكلوا. فأمام هذا الكمّ من الألم الممزوج بالإصرار والرّجاء، هل نستسلم اليوم أمام أزماتنا؟ وهل نخاف ونهرب؟ هل ننسى كلّ تلك التضحيات ونترك بلدنا ونمضي؟
دعونا لا نيأس ولا ننهار، ولنتذكّر أنّ أرضنا معمّدة بدماء من استشهدوا من أجل المسيح، وأنّه مطلوب منّا أن نكمل مسيرة الصّمود فنكون شهودًا للقيامة وعلامة للرّجاء في هذا الشّرق المتألّم.
أرضنا وكنيستنا وبلدنا يستحقّون أن نتمسّك بهم، فنكمل مسيرة المحبّة، ومسيرة الشّهادة ليسوع القائم من بين الأموات، ومسيرة الصّدق في الكلام، ومسيرة الغفران، ومسيرة قول الحقّ والابتعاد عن المواربة والكذب.
لنصلّ دومًا ولنطلب شفاعة مار ساسين ليعطينا القوّة والشّجاعة، فنتغلّب على القلق والخوف واليأس، ونتخلّى عمّا هو دنيويّ وزائل من أجل ما هو سماويّ وأبديّ."
وكانت كلمة للخوري بيار الشّماليّ، شكر فيها المطران عبد السّاتر على حضوره، فقال: "صحيح أنّ التّعب طرق أبوابنا ولكنّنا لم نستسلم. فكيف نستسلم وراعينا معنا؟ زيارتكم يا صاحب السّيادة غالية على قلوبنا، لأنّكم تزرعون في نفوسنا الأمل دائمًا بكلامكم البسيط الذي يشبه حياتكم البسيطة المليئة بالعمق وبالقوّة وبالحضور. نصلّي لكم يا صاحب السّيادة بإيمان ونعلم كم هو كبير دوركم في تاريخ لبنان والكنيسة والأبرشيّة. سيبقى فرحنا بحضوركم غامرًا قلوبنا فيعطينا القوّة والنّشاط لئلّا نستسلم في وسط التّعب والمشاكل والهموم."