متفرّقات
17 تموز 2023, 08:55

عبد الساتر في تخريج طلاب جامعة الحكمة: إسعوا إلى إحلال الحق مكان الظلم والاستقامة مكان الفساد

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت جامعة الحكمة ULS بتخريج طلابها لعامي 2022-2023 برعاية رئيس أساقفة بيروت للموارنة وولي الجامعة المطران بولس عبد الساتر، في حرم كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة - الأشرفية، وذلك في حدث يكرس انتقال هذا الحرم من التدمير شبه التام الذي أصابه إثر انفجار مرفأ بيروت إلى مرحلة جديدة انتهت فيها أعمال إعادة إعماره بالتزامن مع تجديد اعتماده من قبل الكلية الفندقية في لوزان – سويسرا (EHL-Lausanne).

حضر الاحتفال المطران بولس مطر، رئيسة الجامعة للسنوات الثلاثة الماضية البروفسورة لارا كرم البستاني والرئيس الجديدالبروفسور جورج نعمة، ضيف الشرف رئيس مؤسسة جبر الإجتماعية رجل الأعمال فيليب جبر، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، النائب العام لأبرشية بيروت المارونية المونسنيور اغناطيوس الأسمر وفاعليات.

 

عبد الساتر

بداية تحدث عبد الساتر وأشار إلى البستاني ترأست الجامعة في السنوات الثلاث الماضية التي كانت ملأى بالتحديات والصعوبات والعمل المتواصل والمضني". وقال: "لما  طلبت منك تحمّل المسؤولية ما ترددت، واعتبرت مهمتك رسالة تؤدينها في الكنيسة المارونية والأبرشية لمجد الله الأعظم. دخلت الجامعة وأنت تحملين معك حماسك وغيرتك وقيمك وأنوثتك. فتكرست لها عابرة بها معاناة الحراك، ودخان انفجار مرفأ بيروت، وعاصفة الأزمة الإقتصادية من دون خوف ولا تردد. إخترت أن تتشاركي المهمة مع أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، فأحسنت الاختيار، في أيامك نمت الجامعة وكبرت وها أنت تودعينها في صدر من سيتحمل المسؤولية من بعدك، أعني به حضرة البروفسور جورج نعمه الذي نتمنى له كل الخير في تتميم رسالته".

وتوجّه إلى البستاني قائلا: "أيتها البروفسورة لارا، كنت أول امرأة تترأس جامعة كاثوليكية في لبنان، كنت رهانا وربح الرهان بفضل عزمك ومواهبك وقلبك الكبير، فشكرا لك".

كما شكر ولي الجامعة  فيليب جبر على قبوله دعوة رئيسة الجامعة بـ"أن يكون ضيف حفلة التخرج على الرغم من مسؤولياته الجسام، مرحبا  بالمطران مطر الذي كانت له اليد الطولى في قيام الجامعة ونموها".

وتوجّه إلى الخريجين  فقال: "أنتم تنالون في هذا المساء جزاء تعبكم وكدّكم وسهركم، وثمرة تحصيلكم العلمي الجدّي والمتين فهنيئا لكم. وماذا بعد؟ ماذا ستعملون وإلى ماذا ستسعَون؟ وكم أتمنى أن تعملوا على بناء مجتمع جديد في بلدكم بدل أن تضيعوا في مجتمع خارج بلدكم. وكم أرجو أن تسعَوا إلى إحلال المعرفة مكان الجهل، والحق مكان الظلم، والاستقامة مكان الفساد. لا تطمحوا للحصول على تأشيرة دخول إلى أحد البلدان بل اطمحوا إلى البقاء في وطنكم والعمل لأجله، وإلا صارت تضحيات الآباء من أجل بقائه واستمراره مجرد قصص تسجل في كتب مبعثرة يأكلها الغبار. لا تفاخروا بمحبة الوطن بل أحبوه فعلا وأعملوا من أجله. أثبتوا فيه حتى وإن لم يعطكم دوما ما تستحقون. لا تبتعدوا عنه لأن الأوطان تتحول مع المسافات، إلى آثار يهدمها النسيان. لا تخافوا من المستقبل إلا إذا أخطأتم في قراراتكم وضللتم في خياراتكم".

وختم داعيًا إلى "الفرح مع الشباب والشابات بالنجاح وتهنئتهم على ما حققوه، ومرافقتهم بالصلاة والمحبة مع الوقوف إلى جانبهم لمساعدتهم في مبتغاهم حتى لا تتكسر أحلامهم على صخور الأنانية والفساد والطمع".

 

البستاني

ثم تحدثت البستاني وأعربت عن فخرها واعتزازها بالخريجين "الذين دخلت إلى الجامعة معهم، وها هم يغادرونها وفي جعبتهم شهادة جامعية وأمثولة حياة". وقالت: "نحتفل بكم اليوم ونعتز لأنكم آمنتم بالوطن حين غادره الكثيرون فأصبحتم رمزا للمثابرة والنجاح. نفتخر بكم لأنكم صنعتم التاريخ، حصلتم العلم على الرغم من إنفجار وجائحة وأزمات معيشية واقتصادية ووجودية وعلى الرغم من تلاشي المسؤوليات وتفكك المؤسسات". فيا صنّاع التاريخ لا تبخلوا على وطنكم بعلمكم ولا تضعوا سراج نور الحكمة تحت المكيال بل ازرعوه على أعلى قمم لبنان فيضئ لجميع الذين هم في البيت".

واستذكرت أنها "دخلت الجامعة قبل ثلاث سنوات في الخامس من آب 2020 عندما كان الدمار والإحباط في كل مكان، وكانت الجامعة جريحة وثكلى تبكي أحلام من حضنت ولا تعلم أي جرح تضمد ولا من أين تبدأ. وأبدت ارتياحها بأن الجامعة استعادت بريق جمالها وتزينت بأحلى حللها من أجل طلابها الذين مروا في أروقتها، وتركوا في قلبها أكثر من ذكرى وأكثر من قصة وأكثر من نجاح".

وختمت مشيرة إلى أنّ "الشهادة اليوم مستحقة بجدارة"، وقالت: "أيها الخريجون، أكملوا ما بدأتموه هنا: إصنعوا التاريخ، إجعلوا من العالم ملاذا آمنا ومكانا حاضنا كجامعة الحكمة، وعند صنع التاريخ لا تكونوا قدامى الحكمة بل كونوا أنتم الحكمة! أمام الأزمات إمشوا عكس التيار، أمام الإستسلام قاوموا وابتكروا، أمام المجهول استبقوا وأبدعوا، أمام الدمار إبنوا ودعموا، أمام الإستهتار كونوا المسؤولية".

 

جبر

اما جبر فأوضح أنه "ترك لبنان عام 1976 ولم يتمكن من العودة إلا بعد ست وثلاثين سنة"، وقال:" لا أرى فترة عرفها لبنان أكثر صعوبة من السنوات الأربع الماضية، حيث خسر الأهل أموالهم ووظائفهم وغادر عدد كبير منهم أرض الوطن"، داعيا  الخريجين إلى أن "يكونوا صبورين على أنفسهم، وأن يعتنقوا الفرص الكثيرة المتاحة أمامهم في العلوم والتكنولوجيا والطب حيث تبرز الإبتكارات والحداثة".

وختم:"لا نجاح من دون فشل، والنجاح الحقيقي يكمن في التأثير الإيجابي في حياة الآخرين، والتحدي الأكبر يكمن في أن الحياة لا تعطي الإنسان ما يحتاج إليه بل تعطيه ما يستحقه، لذا اعملوا دائما حتى تكونوا مفيدين، فهذا هو النجاح الحقيقي".

 

ثم قدمت البستاني درع الحكمة التكريمية لرجل الأعمال فيليب جبر تقديرا لجهوده الإجتماعية ولشكره على تقديم مؤسسته منحا جامعية لأكثر من تسعين طالبا في الجامعة.

وختامًا، تحدثت ميشلين خويس أبي سمرا وإليزابيت حنا من كليتي الحقوق والإقتصاد - إدارة الأعمال باسم الخريجين.

 

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام