لبنان
03 نيسان 2023, 13:20

عبد السّاتر في الشّعانين: نعلن التزامنا بالتّخلّي وبالمحبّة حتّى بذل الذّات

تيلي لوميار/ نورسات
في الشّوارع المحيطة بكاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، سار موكب الشّعانين يتقدّمه راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، على وقع هتاف المشاركين: "هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الرّبّ!".

وكان قدّاس قد سبق الزّيّاح، احتفل به عبد السّاتر وقد عاونه فيه القيّم العامّ الخوري جورج قليعاني بحضور عدد من الإكليريكيّين في الأبرشيّة وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "لنتأمّل معًا برمزيّة زيّاح الشّعانين، الّذي يعتبره البعض للأطفال فقط، بينما هو في الحقيقة اختبار روحيّ نعيشه في كلّ عيد شعانين، وهو صورة عمّا يجب أن تكون حياتنا نحن المسيحيّين.  

فالزيّاح هو أوّلًا خُروج، والخُروج يفترض التّخلّي عمّا اعتدنا عليه من أماكن وأشخاص. والخُروج هو أيضًا ملاقاة الجديد مع ما تتضمّنه من تغيير في الذّات وقبول للآخر ومن مخاطر أحيانًا. والخُروج هو بالأساس ثقة بالّذي نخرج وإيّاه، أيّ بالرّبّ يسوع، بأنّه سيكون معنا ويخلّصنا.

والزّيّاح هو ثانيًا حركة، إذ نحن نتحرّك فيه وننتقل من مكان إلى آخر. فالحركة هي حياة بينما الجمود هو موت. نحن المسيحيّين، نحن جماعة القيامة، جماعة الحياة، جماعة الحركة الّتي لا تتعب. ومن هنا، لا يستطيع المسيحيّ أن يكون جامدًا أمام الظّلم والجوع والفقر والاستبداد. إنّه مدعوّ إلى أن يتحرّك ويغيّر ويناضل حتّى يصير العالم الّذي نعيش فيه أكثر إنسانيَّة.

والزّيّاح هو أيضًا سير خلف المصلوب. إنّه استعداد وتعهّد بعيش الحبّ المجّانيّ، ولو حتّى بذل الذّات، لأنّ السّير خلف ربّنا الّذي بذل ذاته حتّى النّهاية يعني أنّنا ملتزمون نهجه تجاه كلّ إنسان، أمستحقًّا كان أم غير مستحقّ.

ونحن اليوم الّذين سنخرج بالزّيّاح نعلن التزامنا بالتّخلّي وبالمحبّة حتّى بذل الذّات وبالتّحرّك في مواجهة الجمود."  

وبعد القدّاس الذي خدمته جوقة المدرسة الموسيقيّة الأنطونيّة - أنطلياس بقيادة الأب فادي طوق الأنطوني، خرج الجميع بزيّاح الشعانين في الشوارع المحيطة بالكاتدرائيّة، هاتفين "هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الربّ".