لبنان
14 شباط 2023, 06:55

عبد السّاتر زار رعيّة مار يوسف- الحكمة، والتّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار زياراته الرّعويّة، قام راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر بزيارة إلى رعيّة مار يوسف- الحكمة في الأشرفيّة، أيّام الجمعة والسّبت والأحد، رافقه فيها خادم الرّعيّة النّائب العامّ المونسنيور إغناطيوس الأسمر ومعاوناه الخوري ميلاد عبّود والخوري نعمة الله مكرزل والمتقدّم بين الكهنة في قطاع بيروت الخوري عصام ابراهيم.

وبحسب إعلام المطرانيّة، "استهلّت الزّيارة بالصّلاة وزيّاح مار يوسف في الكنيسة، من ثمّ توجّه صاحب السّيادة إلى مستوصف مار بطرس وبولس حيث جال على مختلف أقسامه واستمع من المسؤولين والأطبّاء فيه إلى أبرز التّحدّيات والصّعوبات الّتي تواجه عملهم.

من ثمّ، التقى المطران عبد السّاتر في صالون الكنيسة خادم رعيّة مار جاورجيوس للرّوم الأرثوذكس الأب يوستينيوس ديب ومعاونه الأب أنطونيوس اكسرلس، وتمّ عرض أوضاع أبناء الرّعيّتين والتّعاون بينهما.

ومع المختارين ساسين شهوان وميشال فيّاض، جرى التّداول بهموم النّاس في ظلّ الوضع المأزوم الّذي نعيشه على مختلف الأصعدة، ليستقبل بعدها المطران عبد السّاتر وفد كاريتاس إقليم الرّميل ومرشده الخوري إيليّا مونّس، وشكر الوفد صاحب السّيادة على المكتب الّذي منحه إيّاه، عارضًا للنّشاطات الّتي قام بها في المنطقة.

بعدها، التقى المطران عبد السّاتر أعضاء جمعيّة volunteers الّذين عرضوا لنشاطاتهم الاجتماعيّة، ولاسيّما تبني طلّاب وعائلات، كما لمشاريعهم المستقبليّة.

من ثمّ، استقبل صاحب السّيادة وفد جمعيّة طوبيا البارّ الّتي تأخذ على عاتقها دفن الموتى المحتاجين والمتروكين مجّانًا، ليلتقي بعدها أعضاء الجماعة القربانيّة الّتي رسالتها السّجود أمام القربان .

وإختتم اليوم الأوّل بزيارة المطران عبد السّاتر عائلات في الرّعيّة ومناولته عددًا من المسنّين.  

في اليوم الثّاني شارك صاحب السّيادة بغداء مع بعض أبناء الرّعيّة وبناتها، ليلتقي بعده المطران عبد السّاتر أخويّة الحبل بها بلا دنس وأخويّة القدّيسة تريزيا، اللّتين عرضتا لنشاطاتهما في مختلف مناسبات الرّعيّة. وشدّد سيادته أمامهما على ضرورة المحافظة على الرّوحانيّة المتمثّلة بخدمة الآخر قبل الذّات.

وإستقبل صاحب السّيادة وفد جماعة إيمان ونور الّذي ضمّ عددًا من الإخوة والأخوات ومرافقيهم، حيث أكّد أمامهم أنّ "اتّكالكم المطلق على الله هو سبب استمراركم، وأحيّي فيكم شجاعتكم وجرأتكم في شهادتكم للرّبّ من خلال عملكم، وأطلب منكم أن تحافظوا على فرحكم الّذي هو نعمة للكنيسة".

من ثمّ، التقى سيادته بجوقة الرّعيّة، ليجتمع بعدها بأخويّات الفرسان والطّلائع والشّبيبة، واستمع منهم إلى أبرز نشاطاتهم وهواجسهم، مشيرًا أمامهم إلى أنّ "الكنيسة تعتمد على طاقاتكم، فأنتم مستقبلها وفرحها ونبضها".

وعرض أعضاء راعويّة العمل الاجتماعيّ لنشاطاتهم في الرّعيّة لناحية مساعدة العائلات، وشدّد سيادته أمامهم على أنّ "الإصغاء للنّاس ولهمومهم ومشاكلهم والاعتناء بهم ونقل البشارة إليهم هو جوهر عملكم إلى جانب ما تقومون به من مساعدات عينيّة ومادّيّة".

وبعدها، اجتمع صاحب السّيادة بالمجلس الرّعويّ شاكرًا أعضاءه على جهودهم والتزامهم ومعاونتهم الكهنة في حياة الرّعيّة.  

وإختتمت الزّيارة بالقدّاس الإلهيّ الّذي احتفل به المطران عبد السّاتر وعاونه فيه خادم الرّعيّة المونسنيور إغناطيوس الأسمر والخوري ميلاد عبّود والخوري نعمة الله مكرزل، بحضور أبناء الرّعيّة.  

وأبرز ما جاء في عظة المطران عبد السّاتر: "نرفع صلاتنا اليوم لراحة نفس جميع الموتى، ولاسيّما موتى هذه الرّعيّة، ونطلب من الله العزاء والسّلام لذويهم.

مشكلة الغنيّ المذكور في مثل الغنيّ ولعازر، ليست في أمواله أو غناه، بل في أنّه اختار بإرادته ألّا يرى الإنسان المتألّم الّذي بقربه، صورة الله، أيّ أنّه رفض رؤية الله فكفر.

إذا كنّا نحبّ الله فعلًا، لا يسعنا إلّا أن نرى الآخر الّذي بقربنا وأن نحبّه لأنّه صورة الله.  

كان آباء الكنيسة يقولون للأغنياء إنّهم وكلاء على الأموال الّتي يجنونها، ولو كانت نتيجة تعبهم، وعليهم أن يتقاسموها مع إخوتهم وأخواتهم من حولهم.

وفي إنجيل اليوم، تكمن مشكلة الغنيّ الثّانية أنّه اعتقد أنّ الأموال الّتي كدّسها هي له فقط، متناسيًا أنّ الله الّذي أنعم عليه بها يطالبه بتقاسم ما لديه مع من هم بحاجة لأبسط مقوّمات الحياة.

مثل الغنيّ ولعازر يأتي ليذكّرنا اليوم وفي كلّ يوم، أنّنا وكلاء على أموالنا الّتي يهبنا الله إيّاها، كثيرة كانت أم قليلة، وعلينا بالتّالي أن نساعد إخوتنا وأخواتنا الّذين هم بحاجة إليها.  

نصلّي معًا حتّى لا نحجب نظرنا عمّن هم بقربنا، وحتّى لا ندع همومنا اليوميّة الكبيرة في هذا البلد تنسينا أنّ إلى جانبنا إخوة وأخوات بحاجة إلى محبّتنا أوّلًا وإلى إمكانيّاتنا ثانيًا".  

وكانت كلمة للمونسنيور الأسمر قال فيها: "أيّها الأحبّاء، خلال السّيامة الأسقفيّة يأخذ البطريرك والمطارنة معه الإنجيل المقدّس ويضعونه على رأس المطران المنتخب دلالة على أنّه ليس فوق الأسقف الجديد إلّا الله، الابن المتجسّد كلمة الله، ويقولون له إنّه مثل النّسر الّذي يطير فوق الجميع لكنّ الله وحده فوق رأسه. لا يطأطئ رأسه إلّا لله، إلّا للإنجيل كلمة الله الحيّ. يا صاحب السّيادة، لمسنا في هذه الزّيارة أنّك تُطأطئ رأسك للإنجيل الحيّ، أيّ أبناء الرّعيّة، إن في جولتك على العائلات أو في اللّقاءات الّتي عقدتها في صالون الكنيسة الّتي شعر فيها الجميع أنّك لست فقط معهم بل أنك خادم لهم. هذه الحقيقة المقدّسة، جسّدتها يا صاحب السّيادة في زيارتك المباركة لنا. واسمح لي أن أردّد الآية من كتاب يشوع بن سيراخ الّتي تقول "إذا جعلوك رئيسًا أجلسهم وتردّد في خدمتهم، وبعد أن تقضي ما عليك تجاههم، إجلس، حينئذ يقولون لك تكلّم يا سيّد فأنت أهل لذلك"، يا صاحب السّيادة هذه هي الحقيقة الّتي من الله والّتي يجب أن تعلن. نحن عائلة وأنت سيّدنا أب هذه العائلة. إسمح لنا أن نقدّم لك، كهنة وأبناء الرّعيّة، هذه التّقدمة المتواضعة وهي عصا الرّعاية الّتي تحمل بُعدين، البُعد الأوّل هو القوّة الّتي هي من الله والّتي تحتاج إليها سيّدنا لتحمينا نفسًا وجسدًا، من الدّاخل ومن الخارج. والبُعد الثّاني وهو أنّ العصا هي رمز القوّة الإلهيّة الّتي تسندك حين تتعكّز عليها بحثًا عن الخروف الضّالّ. ونطلب منك أن تصلّي لأجلنا كلّما حملتها."  

وبعد القدّاس، التقى المطران عبد السّاتر أبناء الرّعيّة وبناتها في صالون الكنيسة.