صحّة
15 كانون الأول 2022, 08:20

ضعف الوصول إلى مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحّي والنظافة الصحّيّة يودي بحياة الملايين سنويًّا

تيلي لوميار/ نورسات
شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة على الصعيدين العالمي والمحلي من أجل إتاحة مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية وإدارتها على نحو مستدام للجميع درءا لأي آثار وخيمة على صحة ملايين الأشخاص.

وتشير الاستنتاجات المستخلصة من تقرير منظمة الصحة العالمية وآلية الأمم المتحدة للمياه بشأن تحليل وتقييم خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب على المستوى العالمي (تقرير التحليل والتقييم) إلى أن 45 في المائة من البلدان تتقدم على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافها الوطنية المحددة فيما يتعلق بالتغطية بمياه الشرب، لكن 25 في المائة فقط من البلدان تتقدم على المسار الصحيح نحو تحقيق غاياتها الوطنية المتعلقة بخدمات الصرف الصحي.

وقد أفيد بأن أقل من ثلث البلدان لديها ما يكفي من الموارد البشرية اللازمة للاضطلاع بالمهام الرئيسية المتعلقة بمياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "نواجه أزمة ملحة: فضعف فرص الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية يودي بحياة الملايين كل عام، في حين أن تزايد تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالمناخ لا يزال يعيق إتاحة المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية."

 

ضعف التمويل

وفي حين كانت هناك زيادة في الميزانيات المخصصة للمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في بعض البلدان، فقد أبلغ عدد كبير - أكثر من 75 في المائة - من البلدان عن افتقارها للتمويل الكافي لتنفيذ خططها واستراتيجياتها المتعلقة بالمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية.

ودعا د. تيدروس الحكومات وشركاء التنمية إلى تعزيز نظم المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية وتسخير استثمارات كبرى لتوسيع نطاق الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي المدارة بأمان للجميع بحلول عام 2030، بدءا بأضعف الفئات.

ومع ذلك، تظهر بيانات تقرير التحليل والتقييم أن معظم السياسات والخطط المتعلقة بالمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية لا تتناول مخاطر تغير المناخ على المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ولا قدرة تقنيات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ونظم الإدارة على الصمود أمام التقلبات المناخية.

وقد وضع ما يزيد قليلا عن ثلثي البلدان تدابير تتعلق بسياسات المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية للوصول إلى السكان المتأثرين أكثر من غيرهم بتغير المناخ. ومع ذلك، فإن نحو ثلث هذه البلدان فقط يتابع التقدم المحرز أو يخصص تمويلا صريحا لهؤلاء السكان.

وقال غيلبر ف. هونغبو، رئيس آلية الأمم المتحدة للمياه والمدير العام لمنظمة العمل الدولية، "العالم بعيد بشكل خطير عن المسار الصحيح لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع، بحلول عام 2030. وهذا يترك مليارات الأشخاص معرضين بشكل خطير للأمراض المعدية، لا سيما في أعقاب الكوارث، بما في ذلك الأحداث المتعلقة بتغير المناخ".

بحسب الوكالة الأممية، تجتذب العواقب الوخيمة لتغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة مزيدا من الاهتمام بهذه القضايا، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى اتباع نهج يشمل المجتمع بأسره والتعاون العالمي للعمل معا. ويظهر تقرير التحليل والتقييم لعام 2022 أن البلدان التي تحرز تقدما أظهرت مستوى عاليا من الالتزام السياسي وسخرت استثمارات لتحسين نظم المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية.

ومن خلال تقرير التحليل والتقييم لعام 2022، تدعو المنظمة وآلية الأمم المتحدة للمياه جميع الحكومات وأصحاب المصلحة إلى زيادة الدعم لإتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، بتعزيز الحوكمة والتمويل والرصد والتنظيم وتنمية القدرات.

 

مؤتمر الأمم المتحدة للمياه

يمهد التقرير الطريق للعمل قبل اجتماع تاريخي للمياه والصرف الصحي يعتزم عقده في عام 2023. وللمرة الأولى منذ 50 عاما، سيقوم المجتمع الدولي - من خلال الأمم المتحدة - باستعراض التقدم المحرز وتقديم التزامات حازمة لتجديد العمل بشأن المياه وخدمات الصرف الصحي مع قادة العالم.

وسيعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 - المعروف رسميا باسم مؤتمر عام 2023 لاستعراض منتصف المدة الشامل لتنفيذ عقد الأمم المتحدة للعمل بشأن المياه والصرف الصحي (2028-2018)- في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، من 22 إلى 24 آذار/مارس 2023.

ويُعد تقرير التحليل والتقييم لعام 2022، الذي يعرض أحدث التفاصيل عن حالة نظم المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في أكثر من 120 دولة، أكبر عملية جمع للبيانات من أكبر عدد من البلدان حتى الآن.

وأضاف رئيس آلية الأمم المتحدة للمياه والمدير العام لمنظمة العمل الدولية قائلا: "سيُسترشد بالبيانات الجديدة من تقرير التحليل والتقييم في الالتزامات الطوعية التي سيتعهد بها المجتمع الدولي في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 في آذار/مارس، مما يساعدنا على استهداف المجتمعات الأضعف وحل أزمة المياه والصرف الصحي العالمية".

 

المصدر: منظمة الصحة العالمية