لبنان
15 نيسان 2017, 08:20

ضاهر في جناز المسيح في شكا: الحوار هو السّبيل الوحيد لانقاذ الوطن

ترأّس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، رتبة دفن المسيح، في كنيسة النبي ايليا الغيور في شكا، وعاونه خادم الرعية الأب باسيليوس غفري، الكاهنان فادي منصور والبير نصر والشماس عيسى نمر، في حضور الوزير السابق الياس حنا، عدد من أعضاء مجلس بلدية شكا، المخاتير: لودي عبود، شليطا عازار وغازي أبي بدرا، أعضاء: لجنة وقف الرعية، الأخوية والشبيبة وجوقة كنيسة شكا والبترون وحشد كبير من المؤمنين.

وحمل المشاركون نعشاً رمزياً للمسيح وطافوا به في مسيرة، رافعين الصليب وسط قرع الأجراس والترانيم الدينية، حزناً على المصلوب.

وبعد قراءة الأناجيل الأربعة، ألقى ضاهر عظةً، استهلّها بالقول:"نشكر الله الذي جمعنا معكم في هذا اليوم المقدس، في خدمة جناز المسيح"، مرحّباً ب"الجميع وبخاصة الآباء والراهبات المحترمين، والوزير حنا وأبناء الرعية، ومحطّة تلي لوميار ومندوبي الوكالة الوطنية وكل الصحافيين".

أضاف"المسيح الذي تجسد من أجلنا وبشّرنا بالملكوت، المسيح الذي شفى المرضى وفتح عيون العميان، المسيح الذي أقام الموت، ثم أسلم ذاته ليتألم ويصلب ويموت. المسيح الذي قام من بين الأموات، يجمعنا اليوم في كنيسته الواحدة، الكنيسة التي ترفض التفرقة بن أبنائها وطوائفها هي وحدها كنيسة المسيح، والمسيحي الحقيقي الذي يحمل سمات المسيح والذي لا يفرق بين طائفة وأخرى يعرف المسيح، والمسيح يأتي اليه ويجعل مقامه في حياته. المسيحي الحقيقي يعرف أنّ المصلوب على الخشبة هو يسوع المسيح، ارتفع على الصليب وهو يحمل خطيئة انقساماتنا. وقبيل آلامه، صلّى الاب السماوي أن نكون واحداً كما هو الاب واحد".

وتابع "هذه السنة توحّدت الأعياد بين التقويمين الشرقي والغربي، وبهذا نشعر بفرح وغبطة وسعادة ورجاء، بأنّنا نسير الى الامام نحو وحدة الكنيسة، لكن المسيح يريد أكثر وهو يجدّد وصيّته لي ولكم، ويسألنا أن نكون واحداً، ليس بالتاريخ فحسب، لكن بالفكر والعقل والروح، فمجد الله يكون في اعلاء شأن كنيسته، فالكنيسة لا تبنى بالانتقاد، بل بالحوار ومد الجسور بين بعضنا بعضا، لا بالاستئثار بالرأي الواحد المتسلط بل بالانفتاح، لا بالانتقادات في المحافل بل بالتواضع، لا بالأنانية بل بالعمل للمصلحة العامة، انذاك فقط يقول النبي زخريا: أفيض على بيتي وعلى سكان مدينتي روح النعمة والتضرعات".

وأردف"نحن نتأمل الله مصلوباً، لا يمكننا أن نرى المجد أو القوة ولا السيادة ولا التسلط. انّنا نكتشف فقط الضعف، والألم، بذل الذات والحب:ليس من حبّ أعظم من أن يبذل الانسان نفسه عن أحبائه، يقول السيد المسيح".

واستطرد"انّ يسوع المسيح يصف لنا الام هذا الدهر ويردّد وهو على الصليب، صراخ المتألمين والجائعين والمعذبين وهم مصلوبون معه، وهو بذلك يماثلهم به، وأكثر من ذلك علمنا وهو في قمة عطائه، عندما لمبغضيه وللذين صلبوه، كيف نغفر كيف نتغاضى عن اساءات الاخرين وكيف نتماهى في فكرنا ليقارب فكر الله".

ولفت إلى أنّه"رغم المآسي التي تعيشها منطقتنا، نحن نرى أنّ حضور يسوع المسيح في قلب آلامنا تعزية لنفوسنا ورجاء لنا. وعندما نراه مصلوباً على صليب العالم ونرى العالم مصلوباً على صليبه، يولد فينا رجاء عارم، فيصير طريق الصليب طريق القيام والحياة"، داعياً إلى"ترسيخ المحبة والسلام ونبذ الفتنة والتفرقة، والى الحوار لأنّه السبيل الوحيد لانقاذ الوطن".

وختم"أحييكم جميعاً أيّها الأحباء، وأشكر كل الذين تعبوا في هذا الأسبوع بتحضير الاحتفالات الليترجية، ونباركم ببركة الرب القائم من بين الأموات"،متوجّهاً بالدعاء"للأم العذراء، وقد كانت شاهدت على آلام ابنها وعلى صلبه، لتنعم علينا بمعاينة قيامة يسوع المسيح المجيدة. بنعمة الاب والابن والروح القدس".

وفي ختام الرتبة، تبارك جميع المشاركين من النّعش على وقع قرع الأجراس.