العالم
08 نيسان 2025, 09:30

صوم الهاييتيّين تتحوّل فعلًا إلى درب الجلجلة، فهل من يساعدهم؟

تيلي لوميار/ نورسات
"هاييتي تحترق، لا بدّ من تقديم الدّعم الطّارئ... من سيأتي لمساعدتنا؟". هذه صرخة أطلقها رئيس أساقفة بور أو برينس المطران Max Leroys Mésidorفي رسالة إلى وسائل التّواصل الفاتيكانيّة، في إشارة إلى تفاقم أعمال العنف يومًا بعد يوم في الجزيرة الكاريبيّة.

ولفت رئيس الأساقفة الّذي يترأّس كذلك مجلس أساقفة البلاد، إلى أنّ 28 رعيّة في أبرشيّة العاصمة أقفلت أبوابها، فيما تواصل الرّعايا الأربعين الأخرى عملها بشكل متقطّع، لأنّ العديد من أحياء العاصمة باتت خاضعة لسيطرة العصابات المسلّحة، وإلى أنّ "زمن الصّوم الّذي يعيشه المؤمنون تحوّل فعلًا إلى درب الجلجلة، ومع ذلك إنّهم يعيشون هذه المعاناة في إطار الشّركة مع آلام المسيح".

وندّد رئيس الأساقفة- بحسب "فاتيكان نيوز"- بالهجمات الّتي أسفرت الإثنين الماضي عن سقوط عدد من الضّحايا من بينهم راهبتان كاثوليكيّتان تنتميان إلى جمعيّة الرّاهبات الصّغيرات للقدّيسة تيريزا الطّفل يسوع، إثر شنّ "رجال العصابات الإجراميّة هجومًا على مركز للشّرطة وعلى سجن محلّيّ، ما سمح بفرار عشرات السّجناء، وحصل اشتباك دامٍّ مع الأجهزة الأمنيّة"، وأشار إلى أنّ "هذه الأحداث المأساويّة وضعت البلاد والكنيسة في حالة من الحداد والحزن"، وإلى أنّ "هذه الجرائم الوحشيّة تذكّرنا بحجم الشّرّ الّذي يعاني منه المجتمع الهاييتي".

هذا ووجّه الأساقفة أصابع الاتّهام إلى السّلطات المحلّيّة إذ أنّ "غياب أيّ ردّ فاعل على انعدام الأمن يشكّل فشلًا ذريعًا يعرّض البلاد للخطر ويضع مصيرها بيد القوى المدمّرة."

كما صرّح أسقف أبرشيّة هينش المطران  Jean Desinord بأنّ "العصابات المسلّحة تزرع الرّعب في قلوب السّكّان، وقد أقدمت على إعدام عدد من الأشخاص الأبرياء، من بينهم آباء وأمّهات وشبّان كانت لديهم أحلام وتطلّعات كبيرة. كما أنّ المهاجمين نهبوا وأحرقوا بيوت المواطنين الفارّين من أعمال العنف".

يُذكر أنّه في غضون ذلك حاول رئيس المجلس الرّئاسيّ الانتقاليّ  Fritz Alphonse Jean  أن يحتوي الغضب المتنامي وسط المواطنين، وقد وعد باتّخاذ تدابير صارمة لوقف إراقة الدّماء.