صوفيا... الوالدة القدّيسة
اليوم نعيّد تذكار القدّيسة صوفيا، الّتي وبالرّغم من أنّها تربّت في كنف عائلة وثنيّة، تعلّقت بالمسيح ورفضت التّخلّي عن مسيحيّتها الّتي نقلتها إلى بناتها الثّلاث بعد ترمّلها.
من روما أعلنت هذه القدّيسة إيمانها بعد أن نالت وبناتها سرّ المعموديّة، وراحت تبشّر بالمسيح، ما أغضب الملك الذّي أمر بإلقاء القبض عليهنّ، وهدّدهنّ بأشدّ العقوبات.
وعندما أبت صوفيا الاستسلام أمام تهديداته، أمر الملك بقطع رأس ابنتها البكر الّتي لم تكن قد تجاوزت الثّانية عشرة من عمرها. وبالرّغم من ألمها رفضت القدّيسة التّراجع عن إيمانها، فأمر بتعذيب الإبنة الثّانية والّتي كانت تبلغ عشر سنوات، قبل أن يأمر بقطع رأسها.
بقيت صوفيا متمسّكة بإيمانها، فرمى الملك بالفتاة الثّالثة في النّار، ولمّا خلُصت من عذابات النّيران، أمر بقطع رأسها هي أيضًا. أمّا الوالدة، فبالرّغم من حزنها وأساها أبت التّخلّي عن المسيح، فنالت حصّتها من العذاب بعد أن قرّر الملك أن يحرق قلبها على بناتها قبل أن يقطع رأسها، لتصبح اليوم شهيدة الكنيسة.
لنتمسّك بإيماننا، تمامًا كهذه الوالدة القدّيسة لنقود أولادنا إلى الخلاص الحقيقيّ، فنهبهم نعمة السّموات.