الفاتيكان
17 تشرين الأول 2022, 05:55

صلوات قصيرة وسهلة الحفظ يمكن تكرارها خلال اليوم، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
"لنفكّر في نبتة نحتفظ بها في البيت: علينا أن نغذّيها باستمرار، لا يمكننا أن نغرقها بالمياه ونتركها بعد ذلك بدون ماء لأسابيع! وهكذا هو الأمر أيضًا بالنّسبة للصّلاة: لا يمكننا أن نعيش فقط من لحظات قويّة أو لقاءات مكثّفة بين الحين والآخر ومن ثمَّ "ندخل في سبات"؛ لأنَّ إيماننا سوف يجفّ".

أعطى البابا فرنسيس هذا المثال خلال كلمة تلاها قبيل صلاة التّبشير الملائكيّ ظهر الأحد، ليؤكّد مرّة جديدة على أهمّيّة المواظبة على الصّلاة كلّ يوم ومن دون كلل، مقدّمًا في سياقها صلوات قصيرة جدًّا وسهلة الحفظ يمكن تكرارها خلال اليوم، فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "يُختتم الإنجيل الّذي تقدّمه لنا اللّيتورجيا اليوم بسؤال قلق من يسوع: "ولكِن، متى جاءَ ابنُ الإِنسان، أَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟". كمن يقول: عندما سآتي في نهاية التّاريخ- لكن يمكننا أن نفكّر، حتّى الآن، في هذه المرحلة من الحياة- هل سأجد القليل من الإيمان فيكم، وفي عالمكم؟ إنّه سؤال جادّ. لنتخيّل أنّ الرّبّ يأتي اليوم إلى الأرض: سيرى، للأسف، الكثير من الحروب والفقر وعدم المساواة، وفي الوقت عينه إنجازات تكنولوجيّة عظيمة ووسائل حديثة وأشخاص يركضون على الدّوام، بدون أن يتوقّفوا أبدًا؛ ولكن هل سيجد من يكرّس له الوقت والحنان، ومن يضعه في المقام الأوّل؟ ولكن لنسأل أنفسنا بشكل خاصّ: ماذا سيجد فيّ، في حياتي، في قلبي؟ ما هي الأولويّات الّتي سيراها؟

غالبًا ما نركّز على العديد من الأشياء المُلحَّة وإنّما غير الضّروريّة، ونتعامل مع العديد من الوقائع الثّانويّة ونقلق بشأنها؛ وربّما، دون أن نتنبّه لذلك، نُهمِل أكثر ما يهمّ ونترك محبّتنا لله تبرد. يقدّم لنا يسوع اليوم العلاج لكي نُدفئ إيمانًا فاترًا. ما هو؟ الصّلاة. نعم، الصّلاة هي دواء الإيمان، ومنشّط الرّوح. ولكن يجب أن تكون صلاة مواظبة. إذا كان علينا أن نتبع علاجًا لكي نصبح أفضل، فمن المهمّ أن نتابعه جيّدًا، ونتناول الأدوية بالطّريقة وفي الوقت المناسب، بثبات وانتظام. في كلّ شيء في الحياة هناك حاجة لذلك. لنفكّر في نبتة نحتفظ بها في البيت: علينا أن نغذّيها باستمرار، لا يمكننا أن نغرقها بالمياه ونتركها بعد ذلك بدون ماء لأسابيع! وهكذا هو الأمر أيضًا بالنّسبة للصّلاة: لا يمكننا أن نعيش فقط من لحظات قويّة أو لقاءات مكثّفة بين الحين والآخر ومن ثمَّ "ندخل في سبات"؛ لأنَّ إيماننا سوف يجفّ. هناك حاجة إلى ماء الصّلاة اليوميّ، لوقت نكرِّسه لله، لكي يتمكّن من الدّخول في زمننا؛ للحظات ثابتة نفتح فيها قلوبنا له، لكي يتمكّن من أن يسكب الحبّ والسّلام والفرح والقوّة والرّجاء فينا كلّ يوم؛ أيّ أن يغذِّيَ إيماننا.

لهذا السّبب يتحدّث يسوع اليوم "إلى تلاميذه- للجميع، وليس للبعض فقط!- عن وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل". لكن قد يعترض أحدهم: "كيف يمكنني أن أفعل ذلك؟ أنا لا أعيش في دير، وليس لديّ الكثير من الوقت لكي أُصلّي!". يمكن أن تساعدنا ممارسة روحيّة حكيمة، حتّى ولو تمّ نسيانها اليوم قليلاً، يعرفها جيّدًا مُسنّونا، ولاسيّما الجدّات: تلك الّتي تُعرف بالصّلوات السّهميّة. إنَّ الاسم قديم إلى حدّ ما، لكن الجوهر جيّد. ما هي إذًا؟ إنّها صلوات قصيرة جدًّا، سهلة الحفظ، ويمكننا أن نكرّرها كثيرًا أثناء النّهار، وخلال النّشاطات المختلفة، لكي نبقى "على تناغم" مع الرّبّ. لنأخذ بعض الأمثلة. بمجرّد أن نستيقظ يمكننا أن نقول: " أشكرك يا ربّ وأقدّم لك هذا اليوم"؛ ثمّ، قبل أيّ نشاط، يمكننا أن نكرّر: "تعال أيّها الرّوح القدس"؛ وبين شيء وآخر يمكننا أن نصلّي هكذا: "يا يسوع، أنا أثق بك وأحبّك". كم مرّة نرسل "رسائل نصّيّة" للأشخاص الّذين نحبّهم! لنفعل ذلك أيضًا مع الرّبّ، لكي يبقى قلبنا مرتبطًا به، ولا ننسينَّ أن نقرأ إجاباته. أين نجدها؟ في الإنجيل، الّذي يجب أن يكون دائمًا في متناول أيدينا وعلينا أن نفتحه يوميًّا، لكي نقبل كلمة الحياة الموجّهة إلينا.

لتعلّمنا العذراء مريم، الأمينة في الإصغاء، فنَّ أن نصلّي على الدّوام دون أن نكِلّ".

بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، حيّا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وقال: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في 10 تشرين الأوّل أكتوبر من العام الماضي، افتُتحت المرحلة الأولى من الجمعيّة العامّة العاديّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول موضوع "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة، رسالة". منذ ذلك الحين، بدأت المرحلة الأولى من السّينودس في الكنائس الخاصّة، بالإصغاء والتّمييز. إنّ ثمار العمليّة السّينودسيّة الّتي بدأت هي كثيرة، ولكن لكي تبلغ النّضج الكامل، من الضّروريّ عدم التّعجُّل. لذلك، من أجل إطالة وقت التّمييز، قرّرت أن تعقد هذه الجمعيّة السّينودسيّة في دورتين. الأولى من 4 إلى 29 تشرين الأوّل أكتوبر 2023 والثّانية في تشرين الأوّل أكتوبر 2024. أنا واثق من أنّ هذا القرار يمكنه أن يعزّز فهم السّينودسيّة كبعد تأسيسيّ للكنيسة، ويساعد الجميع على عيشها في مسيرة إخوة وأخوات يشهدون لفرح الإنجيل.

اليوم، في بوفيس (كونيو)، سيتمّ تطويب الأب جوزيبي برناردي والأب ماريو غيبودو، كاهن رعيّة ومساعد كاهن رعيّة قُتلا بسبب إيمانهما في عام 1943. وفي الخطر الشّديد لم يتخلّيا عن الشّعب الموكل إليهما، بل ساعداه وصولاً إلى سفك دمائهما مشاركين المصير المأساويّ لمواطنيهم الّذين أبادهم النّازيّون. ليولِّد مثالهما لدى الكهنة الرّغبة في أن يكونوا رعاة بحسب قلب المسيح، دائمًا بقرب شعبهم.

يوم الثّلاثاء المقبل، 18 تشرين الأوّل أكتوبر، تنظّم هيئة "مساعدة الكنيسة المتألّمة" مبادرة "مليون طفل يصلّون مسبحة الورديّة من أجل السّلام العالميّ". أشكر جميع الفتيان والفتيات الّذين سيشاركون! ننضمّ إليهم ونوكل إلى شفاعة العذراء مريم الشّعب الأوكرانيّ المعذّب والشّعوب الأخرى الّتي تعاني من الحرب وجميع أشكال العنف والفقر. وبالحديث عن الفقر يصادف غدًا اليوم الدّوليّ للقضاء على الفقر: يمكن لكلِّ فرد أن يقدّم يد المساعدة من أجل مجتمع لا يشعر فيه أحد بالإقصاء لأنّه فقير."