أميركا
31 تشرين الأول 2024, 11:20

شهر الفرنسيسكان: تثقيف طلّاب الجامعات على السلام والعلاقات

تيلي لوميار/ نورسات
نظّم الأخ غريغوري سيليني، مدير مكتب الإرساليّة والخدمة والحوار بين الأديان في كلّيّة القدّيس فرنسيس في بروكلين، نيويورك، سلسلة من الفعاليّات طوال شهر تشرين الأوّل/أكتوبر، مستوحاة من قيم القدّيس الإيطاليّ المحبوب، وفق "فاتيكان نيوز".

 

من بين الأفكار العديدة التي شاركها الأخ غريغوري سيليني الفرنسيسكانيّ في بروكلين ومدير مكتب الإرساليّة والخدمة والحوار بين الأديان في كلّيّة القدّيس فرنسيس في بروكلين، نيويورك، في ما يتعلّق بـ"شهر الفرنسيسكان"، أنّه شكّل "مسألة ابتعادٍ عن الذات، وقد وجد الناسُ الحرّيّةَ رائعة".

وتابع أنّ هذا يتردّد صداه بعمق مع التراث الذي تركه القدّيس الإيطاليّ من أسّيزي لإخوته. "لقد فعلت ما كان لي أن أفعله. ليعلّمكم المسيح الآن ما يجب عليكم فعله"، يتذكّر الأخ غريغوري (غريغ)، نقلًا عن القدّيس فرنسيس. يشرح كيف أراد القدّيس "تحرير إخوته حتّى لا يحاولوا أن يكونوا هو، بل أن يكون كلٌّ منهم ما المفترض به أن يكون وفق الهدف الذي وضعه الله لكلّ واحدٍ منهم".  

كانت مساعدة الشباب في العثور على دعواتهم وأصواتهم مَهمَّة الأخ غريغ كأستاذ على مرّ السنين. والآن، بصفته مديرًا لمكتب الإرساليّة والخدمة والحوار بين الأديان، يواصل هذا العمل من خلال تنظيم سلسلة من الأحداث في كلّيّة القدّيس فرنسيس.

يوضح قائلًا: "نريد أن نحتفل بالقدّيس فرنسيس والحركة الفرنسيسكانيّة العظيمة، لكنّنا نريد أيضًا التثقيف على فرنسيس والحركة. الأهمّ من ذلك، نريد المساعدة في تشكيل طلّابنا وأعضاء هيئة التدريس والموّظفين على الطريقة الفرنسيسكانيّة".

بدأ شهر الفرنسيسكان 2024 بسباق السلام في 30 أيلول/سبتمبر، تحت عنوان "السلام" كما هو منطقيّ، نظرًا إلى ظروف العالم، كما أوضح الأخ غريغ  وضمّ عددًا من الأحداث المتنوّعة، من بينها "ساعة الحرّيّة من الهاتف المحمول" لتشجيع الطلّاب على الانفصال عمّا يسمّيه علاقة "الحبّ المضطرب" مع أجهزتهم...

أتت ردود الفعل من الطلّاب وأعضاء هيئة التدريس إيجابّية للغاية. لقد أثمرت أنشطة "الشهر" ثمارًا ثمينة، كما يقول الأخ غريغ، مشيرًا إلى أنّ الطلّاب، بغضّ النظر عن انتمائهم الدينيّ، عمّقوا "علاقتهم مع الله. وربّما يكون هذا أعظم إنجاز يمكن أن يحصل المرء عليه".

الطريقة الفرنسيسكانيّة متجذّرة في العلاقات مع الله والآخرين والذات والخليقة. يؤكّد الأخ غريغ: "هذا محور الأمر"، مشيرًا إلى أنّ "القدّيس فرنسيس دعا الجميع وكلّ شيء أخاه أو أخته – الأخت شمس، الأخ قمر، الأخت ماء..."

تنبع علاقة الأخ غريغ العميقة بالقدّيس فرنسيس من الطفولة. "عندما كبرت، اعتقدت دائمًا أن فرنسيس كان مجرّد قدّيس الطيور"، يعترف الأخ، وهو لم يدرك اهتداء القدّيس العميق ورسالته حتّى صار أخًا فرنسيسكانيًّا، وقد تجسّد هذا الاهتداء في صلاة السلام المنسوبة إليه: "كلمات الرجاء والإيمان والعطاء والمشاركة والمحبّة والغفران".

يهدف شهر الفرنسيسكان إلى الوصول إلى الأشخاص الذين قد لا يعرفون قصّة القدّيس الكاملة.

"إنّه حقًّا للجميع، وليس فقط الكاثوليك. اليهود والمسلمون والبوذيّون والهندوس وحتّى الأشخاص الذين ليس لديهم معتقد دينيّ على الإطلاق - فرنسيس هو بالفعل للجميع. يعتقد الأخ غريغ أنْ، إذا اعتنق المزيد من الناس طريقة الحياة الفرنسيسكانيّة، فسيكون العالم مكانًا أفضل بكثير.

يتأمّل في الدعوة التي تلقّاها القدّيس فرنسيس في عام 1206 أمام صليب سان داميانو: "فرنسيس أعِدْ بناء كنيستي، التي ترى أنّها بحاجة إلى إصلاح". اليوم ، في عام 2024، يشعر الأخ غريغ أنّ الصليب عينه يتحدّى الجميع، وخصوصًا جيل الشباب، "حوّلوا العالم، الذي ترونه بحاجة إلى الإصلاح".