الأراضي المقدّسة
28 كانون الثاني 2020, 09:05

شراكة دول العالم في املاك الكنائس في القدس

نورسات/ الأردنّ
نورد لكم تاليا تقرير اخباري لفضائية الجزيرة رصد ما تملكه دول العالم ( كل دولة بأسمها ) من معالم معمارية و أثرية في القدس، وتتنوعها ما بين الكنائس والأديرة والمراكز الثقافية والمدارس والمشافي وبيوت الضيافة، وحول ادارة هذه الأملاك

 

حيث تعتبر بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا وأميركا واليونان وروسيا وإسبانيا، من أبرز الدول الأجنبية التي تمتلك مباني تاريخية في القدس، وتاليا إطلالة على أبرز المباني التابعة لهذه الدول في البلدة القديمة أو خارجها، والتي أطلع الجزيرة نت على تفاصيلها الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية.

 

إيطاليا

تأتي إيطاليا في مقدمة الدول الأوروبية التي تمتلك عدة مبان مهمة، منها مجمع الآباء الفرنسيسكان المعروف باسم "مجمع الأرض المقدسة"، وهو من أقدم المباني في القدس، ويقع على يسار الداخل إلى البلدة القديمة عبر باب الجديد.

 

ويعود بناء المجمع إلى القرن التاسع عشر على أرض استأجرها الآباء الفرنسيسكان من الحكومة العثمانية، تبلغ مساحتها 64 دونما وتتضمن مجمعا اقتصاديا فيه مطبعة ومنجرة ومحددة بالإضافة لمقر للرهبان يعلوه برج ودير ومدرسة (تيراسنطة)، وقد اندثرت المنجرة والمحددة وتحولت لاستخدامات أخرى فيما بقيت المطبعة والمدرسة ومقر الرهبان والدير.

 

وبالإضافة إلى هذا المجمع، فإن الكثير من الكنائس والمباني يديرها الآباء الفرنسيسكان الإيطاليون في كل من جبل الزيتون، وبلدة العيزرية شرقي القدس، كما يديرون عدة مبان غرب المدينة.

 

 

تدير فرنسا الكثير من المباني الدينية كالكنائس والأديرة، وأشهرها على الإطلاق كنيسة القديسة حنة التي تعود للفترة الصليبية، وأهداها السلطان عبد المجيد إلى نابليون الثالث عام 1856 لتصبح حامية فرنسية، ثم استرجعها جمال باشا عام 1910 ليحولها مرة أخرى إلى ما يسمى "الكلية الصلاحية"، وبعد الاحتلال البريطاني عام 1917 أعادها البريطانيون إلى فرنسا.

وايضا فندق نوتردام تملكه فرنسا ويقع مقابل أحد أبواب البلدة القديمة في القدس

 

 

وتشترك الحكومة الفرنسية و"الآباء البيض" في إدارة هذا المبنى، إذ تتبع إدارته للحكومة الفرنسية مباشرة فيما يتولى "الآباء البيض" الإدارة الدينية للكنيسة التي طرَد من أمامها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام أفرادا من الشرطة الإسرائيلية، ومنعهم من مرافقته إلى داخلها.

 

كما يتبع لفرنسا "دير أبانا" الواقع على جبل الزيتون، وبنيت أساساته في الفترة الصليبية، وهدم هذا المبنى في الفترة الأيوبية ليعاد بناؤه في أواخر القرن التاسع عشر على يد أميرة إيطالية ذات أصل فرنسي دفنت هناك بعد موتها، وتدير المبنى الآن إرسالية بنات الكرمل الفرنسية.

 

وإضافة إلى المبنيين السابقين، يوجد الكثير من المباني التي تديرها الحكومة الفرنسية، ومن أبرزها فندق نوتردام الذي يقابل باب الجديد، أحد أبواب البلدة القديمة في القدس.

 

 

كنيسة مريم المجدلية ذات القباب السبع الذهبية تابعة لروسيا 

كنيسة مريم المجدلية ذات القباب السبع الذهبية تابعة لروسيا

روسيا

تعد المسكوبية أهم مبنى تمتلكه روسيا، وقد بُني في القرن التاسع عشر، ويضم أربعة معالم رئيسية هي "كنيسة الثالوث المقدس"، و"قصر الحجاج" الذي حوله الاحتلال الإسرائيلي إلى معتقل للفلسطينيين بعد عام 1948 كما حول مقر البعثة الروسية إلى "محكمة الصلح"، و"قصر سيرجيه" الذي حول إلى مقر لـ"جمعية حماية الطبيعة الإسرائيلية"، لكن روسيا استرجعته لاحقا.

 

وتملك روسيا أيضا كنيسة "مريم المجدلية" في جبل الزيتون التي بنيت عام 1885 وتعلوها سبع قباب ذهبية، ويكرس البناء -بحسب المعتقد المسيحي- صعود مريم، وتجمع ومشاهدة مريم المجدلية مع ثلاثة آخرين من تلاميذ السيد المسيح لعملية إلقاء القبض عليه.

 

اليونان

تدار معظم المباني اليونانية من خلال "بطريركية الروم الأرثوذكس"، وتتوزع هذه المباني داخل البلدة القديمة وخارجها، مثل "دير مار جورجيوس" في وادي القلط وبعض الأديرة داخل البلدة القديمة، مثل "دير ومدرسة مار متري" و "كنيسة إبراهيم" و"كنيسة القديس يعقوب".

 

فضلا عن الكثير من الأبنية الصغيرة في البلدة العتيقة

ألمانيا

حضرت ألمانيا في القدس بشكل واضح من خلال الأبنية الضخمة التابعة لها، وأهمها أربعة مبان هي: مبنى "الأوغستا فكتوري" الذي بني عام 1898 على جبل الزيتون وحول أواخر خمسينيات القرن الماضي إلى مستشفى سمي بالمطلع.

 

وتملك ألمانيا أيضا كنيسة "نياحة العذراء" على جبل صهيون التي بنيت عام 1900 وتكرس لفظ مريم العذراء أنفاسها الأخيرة قبل موتها، وتديرها إرسالية الآباء البندكتين الألمانية.

 

أما "كنيسة الفادي" فتقع إلى الجنوب الشرقي من كنيسة القيامة، وتحتوي على أعلى برج في البلدة القديمة بارتفاع 78 مترا، وبنيت عام 1900 على يد الإمبراطور الألماني نفسه، وتقع على أرض وقفية إسلامية تسمى أرض الموريستان.

 

ويعود لألمانيا أيضا واحد من أضخم المباني الواقعة شمال باب العامود مباشرة، وقد بني بين عامي 1900 و1906، وتدير هذا المبنى الحكومة الألمانية مباشرة، ويضم مجمعا ثقافيا وسياحيا ومدرسة ومكتبة وبيتا للضيافة. 

 

 

إسبانيا

شكلت التدخلات الإسبانية في القدس الوجهتين الثقافية والتعليمية. وتمتلك إسبانيا مركزين مهمين في المدينة، الأول هو المركز الثقافي الإسباني الواقع غربي القدس وإدارته مشتركة بين بلدية القدس والحكومة الإسبانية ويقع إلى جانب فندق الملوك بعد تشييده عام 1921، كما تملك إسبانيا مدرسة "سيدة البيلار الإسبانية" الواقعة في حي النصارى ويعود أقدم أبنيتها للفترة الصليبية، وقد رمم عام 1892.

 

بريطانيا

تمتلك بريطانيا الكثير من المباني الدينية في القدس، أهمها كنيسة القديس جورج (المطران) التي تدار من قبل الطائفة الأنجليكانية، بالإضافة إلى كنيسة في شارع الأنبياء تسمى الكنيسة المعمدانية، إلى جانب المجلس الثقافي البريطاني.

 

النمسا

تمتلك النمسا النزل النمساوي (الهوسبيس)، ففي عام 1855 اشترت النمسا قطعة الأرض التي بُني عليها "النزل النمساوي للعائلة المقدسة"، وافتتح عام 1863 نزلا للزوار النمساويين، وأقام فيه الإمبراطور فرانز جوزيف الذي أمر ببنائه وتلاه نجله رودلف، ونشطت حينئذ حركة الزوار قبل أن تتوقف مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.

 

وخلال الحرب العالمية الثانية استخدمت بريطانيا النزل معسكرا لاعتقال الكهنة النمساويين والألمان والإيطاليين. وفي عام 1948 قررت وزارة الصحة البريطانية تحويل النزل إلى مستشفى عسكري، لكنه تحول في العام ذاته إلى مستشفى مدني بعد تولي المملكة الأردنية إدارة القدس الشرقية، وساهمت الراهبات النمساويات في الاعتناء بالمرضى، واشتهر حينها باسم "الهوسبيس".

 

ظل النزل المستشفى الوحيد داخل أسوار القدس حتى عام 1985 حيث أُعيد للنمسا مجددا، فقررت إغلاقه للترميم وأُعيد افتتاحه ليستأنف دوره فندقا سياحيا يستقبل النزلاء من مختلف أرجاء المعمورة، ويضم واحدة من أجمل وأهم الكنائس في البلدة القديمة.

 

الولايات المتحدة

تعتبر الولايات المتحدة أحدث الدول الغربية التي لها ممتلكات في القدس، أبرزها المدرسة الأميركية التي أنشئت عام 1927، بالإضافة إلى مبنى القنصلية الأميركية في منطقة مقبرة مأمن الله غربي البلدة القديمة.

 

تركيا

فقدت تركيا امتيازات الامتلاك والإدارة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، بعد أن كانت تملك 90% من مباني المدينة وأراضيها. وكانت تعود مباني الأوقاف الإسلامية وأراضيها حاليا للحكومة العثمانية، لذلك تمكنت قديما من تأجير كثير من البلدان مباني في المدينة قبل فقدانها حق التصرف فيها.

 

وتملك تركيا حاليا مبنى واحدا في القدس هو المركز الثقافي التركي (يونس إمره) الذي اشترته حديثا من عائلة مقدسية، ويقع في شارع الزهراء قرب البلدة القديمة.