الفاتيكان
13 تشرين الأول 2023, 13:50

سينودس الأساقفة: الصّلاة من أجل السّلام توحّد الكنيسة في العالم بكامله

تيلي لوميار/ نورسات
"الصّلاة من أجل السّلام توحّد الكنيسة في العالم بكامله"، كانت محور المؤتمر الصّحفيّ الّذي عقدته لجنة الإعلام الخاصّة بأعمال الجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة عصر الخميس، تطرّقت فيه إلى أجواء جلسات السّينودس عصر الأربعاء وصباح الخميس.

وفي تفاصيل المؤتمر، وبحسب "فاتيكان نيوز"، "تحدّثت مارغريت كرّام رئيسة حركة فوكولاري وعن الصّلاة من أجل السّلام ووصفت لحظة الصّلاة صباح الخميس بالقويّة جدًّا. وتحدّثت، وهي من الأرض المقدّسة، عن ألمها مع اندلاع الحرب، وأنّها تساءلت عمّا تفعل هنا في السّينودس حسبما ذكرت، وأضافت أنّ الوحدة مع جميع المشاركين في الصّلاة تميّزت بعمق كبير. وشدّدت رئيسة الحركة في حديثها على ضرورة بذل جهود كثيرة من أجل السّلام، وتوقّفت عند قوّة الصّلاة. وعن السّينودس ومشاركتها فيه قالت إنّ هذه الخبرة تُعلّمها ماذا يعني السّير معًا والتّحاور، وشدّدت على أنّ السّينودسيّة ليست مجرّد منهج بل يجب أن تكون أسلوب حياة بالنّسبة للكنيسة، الإصغاء إلى الآخر باحترام بغضّ النّظر عن اختلاف الآراء. وأرادت السّيّدة كرّام من جهة أخرى تسليط الضّوء على مبادرات الصّلاة ما بين الأديان الكثيرة الّتي أُطلقت خلال هذه الأيّام، وذلك أيضًا عبر المنصّات الرّقميّة من أجل إشراك أكبر عدد ممكن من المؤمنين في العالم. وتحدّثت في هذا السّياق عن اتّصال الأربعاء مع أوكرانيا حيث تمّ الاتّفاق على الصّلاة معًا عبر مبادرة Living Peace، كما وتمّ توجيه نداء مشترك للقيام بأفعال تضامن ملموسة إزاء الأخوّة من الأديان أخرى، هذا إلى جانب الالتزام بتوقيع نداء إلى الحكّام من أجل السّلام. وواصلت رئيسة حركة فوكولاري مارغريت كرّام مشيرة إلى أنّ الممارسات الجيّدة لا تُحدث ضجيجًا بينما يدور الحديث فقط عن الكراهيّة، وطالبت بعمل مشترك من الجماعة الدّوليّة من أجل عودة المفاوضات وشدّدت على الحاجة العاجلة إلى حلّ هذا النّزاع. وقالت في هذا السّياق إنّ هناك الكثير من الصّمت وإنّ صوتها وحده لن يأتي بثمار، هناك حاجة بالتّالي إلى التزام من قِبل الجميع لصالح احترام الحقوق الإنسانيّة والمصالحة بين الشّعوب.

وعن الوحدة تحدّثت خلال المؤتمر الصّحفيّ الرّاهبة الأخت كارولين جرجس من بنات قلب يسوع الأقدس من الكنيسة الكلدانيّة، وتوقّفت عند قراءتها صباحًا الإنجيل باللّغة العربيّة أمام المشاركين في السّينودس وتحدّثت عن تأثّرها الكبير عندما لمست كيف فهم الجميع ما نطقت به. وواصلت أنّ الله حاضر فيما نقوم به من عمل في السّينودس وقد اختارنا وأعدّنا قبل أن نأتي إلى روما. وأضافت أنّنا نخوض معًا خبرة المسيحيّين الأوائل الّذين كانوا يتقاسمون كلّ شيء. هذا وتحدّثت الأخت كارولين جرجس عن بلدها العراق فقالت إنّها تأتي من بلد في حرب يشكّل فيه المسيحيّون أقلّيّة، إلّا أنّ غنى كنيستنا يكمن في الشّهداء حسبما ذكرت، وتابعت أنّ دمهم يدفعنا إلى السّير قدمًا. وواصلت مؤكّدة أنّها ستعود إلى العراق بقوّة أكبر مستمَدّة من خبرة الشّركة هذه مع الكنيسة الجامعة.

ومن بين المشاركين في المؤتمر الصّحفيّ المذكور رئيس مجلس أساقفة الكاميرون المطران أندريو نكيا فوانيا الّذي تحدّث عن كون السّينودس المنعقد حاليًّا عزاءً كبيرًا للقارّة الأفريقيّة لأنّنا نشعر في بعض الأحيان بأنّنا بمفردنا حسبما ذكر. وتابع أنّ الوحدة في الصّلاة مع الكنيسة الجامعة تمنحنا الشّجاعة، كما ويمكن لإسهامنا أن يترك أثره في السّينودس، قال رئيس المجلس. وتحدّث من جهة أخرى عن الحرب مؤكّدًا أنّها ليست أبدًا حلّاً.

هذا وفي سياق التّعريف بما تطرّق إليه المشاركون في الجمعيّة العامّة للسّينودس بعد ظهر الأربعاء وصباح الخميس، جاء في البيان أنّ أهمّ ما أبرزته المداخلات والمناقشات أهمّيّة الحوار بين الأديان وبين الثّقافات، تأثير الاستعمار على الجماعات الأصليّة، أهمّيّة سرّ المصالحة، الإصغاء إلى الشّباب وتوقهم إلى لقاء يسوع. هذا وتمّ التّأمّل من جهة أخرى في شخصيّة الأمّ تيريزا واهتمامها بالمرضى، ضرورة التزام القادة الكاثوليك من أجل تعزيز السّلام، مأساة النّساء المهمّشات في الضّواحي، وضرورة الدّمج والإصغاء في حياة الكنيسة.

أمّا رئيس لجنة الإعلام عميد الدّائرة الفاتيكانيّة للاتّصالات باولو روفيني فذكَّر خلال مؤتمر أمس الصّحفيّ بالاحتفال بعيد العذراء سيّدة أبارسيدا وسيّدة بيلار، وقال إنّه قد تمّ في جلسات صباح الخميس التّشديد على البعد المريميّ للكنيسة السّينودسيّة، فمريم هي أمّ وعلمانيّة، هي الحوار والكاريزما والقداسة، هي الإنجيل المعاش".