أوروبا
05 تشرين الأول 2022, 13:50

سيميرارو: القدّيسون ليسوا بالضّرورة من يجمعون الـ"لايكات" أكثر من غيرهم

تيلي لوميار/ نورسات
إفتُتح عصر الاثنين في روما مؤتمر تنظّمه دائرة دعاوى القدّيسين، يستمرّ لغاية السّادس من الجاري، يتباحث خلاله المشاركون من خبراء في مختلف المجالات حول تحديد مفهوم الفضائل البطوليّة اليوم، إضافة إلى القداسة في العصر الرّقميّ هذا.

ومن المشاركين في الجلسة الافتتاحيّة عميد الدّائرة الكاردينال مارشيلو سيميرارو الّذي سلّط الضّوء على البطولة المسيحيّة وفضائلها وسبل التّعرّف عليها خلال عمليّة إعلان قداسة طوباويّ ما، وعلى القداسة في الزّمن الرّقميّ والّتي تواجه تحدّيات جديدة، موضحًا أنّ القدّيسين ليسوا بالضّرورة من مستخدمي مواقع التّواصل الاجتماعيّ الذين يجمعون الإعجابات أو الـ"لايكات" أكثر من غيرهم.

بدوره ذكّر رئيس أساقفة كييتي فاستو بإيطاليا المطران برونو فورتيه  بالدّستور المجمعيّ "نور الأمم"، الصّادر عن المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني، والّذي يؤكّد أنّ "الرّوح القدس أُرسل كي "يُقدّس الكنيسة باستمرار"، ما يعني أنّ التّقديس هو "الهدف والثّمرة الرّئيسة لعمل الرّوح القدس". وأضاف بحسب "فاتيكان نيوز" أنّه: "بفضل عمل الرّوح القدس تتدفّق مياه الحياة النّضرة باستمرار وسط البشر وتجعلهم قادرين على الاستجابة للدّعوة إلى حياة القداسة الموجّهة إلى كلّ كائن بشريّ، وفقًا لمخطّط الله العليّ". ولفت إلى أنّه "يتوجّب على الكنيسة أن تصغي باستمرار إلى الرّوح القدس، وأن تلتزم في تمييز علامات الأزمنة وترافق الأشخاص وتدخل في حوار خصب معهم. وبهذه الطّريقة تنفتح على عمل الرّوح الّذي يجعل الله حاضرًا وسط البشر اليوم، ويمهّد أمام من يريد درب القداسة".

كما لفت إلى أهمّيّة التّطلّع إلى العدالة والحرّيّة والسّلام، مشدّدًا على "ضرورة حضور الشّهود الأمناء للإنجيل وللمحبّة، المستعدّين لبذل الذّات في سبيل الآخرين وعيش التّضامن مع الضّعفاء وخدمة العدالة"، فمن خلال "ممارسة المحبّة تستطيع الجماعة المسيحيّة أن تواجه تحدّيات علامات الأزمنة، وتخدم الإنسان وتواجه كلّ ما ينتقص من كرامته كابن لله".

وأنهى مذكّرًا أنّ "المسيحيّين حجّاج في هذا العالم، لا يبعدهم عنه بل على العكس يشكّل حافزًا للالتزام لصالح العدالة والسّلام وحماية الخليقة"، مشيرًا إلى أنّ "الكنيسة تبقى المكان المميّز لعمل الرّوح القدس في التّاريخ، وهي بالتّالي الأمّ الّتي يحتاج إليها أبناء الله".