لبنان
03 كانون الثاني 2025, 09:45

سويف: لا يمكن أن تستمرّ رسالة لبنان ودوره وتجدّده من دون المحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف بقدّاس بداية السّنة الجديدة وذكرى ختانة الرّبّ يسوع، في كاتدرائيّة مار ميخائيل- طرابلس- الزّاهريّة، عاونه فيه المونسنيور جوزيف غبش والخوري سيمون ديب بحضور أبناء الرّعيّة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سويف عظة جاء فيها: "نأمل أن تكون هذه السّنة، سنة خير وبركة على الجميع، وسنة المحبّة والغفران، ونشكر الله على نعمة الحياة الّتي أعطانا إيّاها، وفي اليوم الأوّل من هذه السّنة الجديدة الّذي يصادف يوم السّلام العالميّ، وعيد القدّيسين باسيليوس وغريغوريوس، نقدّم ذواتنا للمسيح، ونضع أنفسنا أمام مذبح الرّبّ حتّى يقدّسنا، ينقّينا، يجدّدنا، عامًا جديدًا يعني إنسانًا جديدًا فكرًا جديدًا، ولادة جديدة مع يسوع المسيح.

الإنجيل الّذي قرأناه اليوم لا يتعدّى السّطرين، لكنّه من أعظم الأناجيل لأنّه يذكّرنا بختانة الرّبّ يسوع أوّلًا وباسم يسوع "وسمّي يسوع" وهو أعظم اسم في التّاريخ، لأنّه أعظم شخص في التّاريخ، والّذي يعني أنّ الله يخلّص.

الله خلّصنا بابنه يسوع وافتدانا، ونجّانا من الموت الأبديّ ودعانا للحياة حتّى ننعم بها، كي تكون شهادة لحياته وخلاصه، لذا نحن في حياتنا اليوميّة وباختيارنا الإيمانيّ نطرح السّؤال على أنفسنا "كيف نعيش حياتنا؟" وأين هو المسيح في حياتنا، نحن الّذين حملنا اسمه في المعموديّة وختنّا بالمسيح، وهنا كلمة ختان تعني الانتماء إلى المسيح، وأنّ اعتمادنا بالمسيح هي دعوة لكلّ البشريّة للانتماء إلى يسوع المسيح الّذي جاء من أجل البشريّة جمعاء، الّتي تصالحت بشخص يسوع المسيح وأصبحت واحدة، وهو الّذي ولد في بيت لحم وحقّق باسمه الخلاص من خلال ارتفاعه على الصّليب وقيامته من بين الأموات ودعانا كي نكون خليقة جديدة.

نحن بأمسّ الحاجة كي نجدّد حياتنا بالمسيح وانتمائنا إليه، فهو حجر الزّاوية، الّذي يقوّي البناء ويثبّته، والّذي يوحّد الكنيسة ويجعلها تعيش في روح الوحدة والمحبّة وهذا هو أساس إيماننا عندما نقول "نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدّسة" ونحن نشكره لأنّه سمح لنا بالانتماء إلى كنيسته. نطلب منه أن يعطينا النّعمة حتّى تكون حياتنا بانسجام وتناغم مع حياته.

واليوم خاصّة نطلب من الرّبّ أن يعطينا النّعمة كي نعيش هذا السّلام والغفران الحقيقيّ في لبنان لأنّه لا يمكن أن تستمرّ رسالة لبنان ودوره وتجدّده من دون المحبّة بالبغض والحقد والكراهيّة والرّوح الضّيّقة المنغلقة لا يوجد لبنان لا في الحاضر ولا في المستقبل، لذلك في مطلع هذا العام نطلب من الرّبّ يسوع الّذي جمع الكلّ، أن يجمعنا كلّنا نحن اللّبنانيّين حتّى نجدّد إيماننا وانتماءنا إلى الرّبّ ونعيش إيماننا كلّ بحسب طريقته وأسلوبه ولكن يجب أن نعلم أنّ أساس الإيمان بالرّبّ هو من خلال محبّتنا لبعضنا البعض.

كذلك نرفع صلاتنا من أجل سوريا، العراق، وفلسطين، وغزّة، وكلّ الأماكن الّتي فيها ظلم وحرب، حتّى يتجدّد ضمير الإنسان، وأن يعمل المسؤولون بنعمة الرّبّ وبإيحاء من الرّوح القدس من أجل بناء الإنسان والأوطان على قيم المحبّة والعدالة والسّلام.

نحن في العام ٢٠٢٥ وبشراكة مع البابا فرنسيس وغبطة أبينا مار بشارة بطرس الرّاعي وكلّ الأساقفة والكهنة والشّعب ندخل إلى هذه السّنة المقدّسة، سنة اليوبيل المقدّس، باستعدادات وتوبة وتواضع، حتّى نتجدّد بالرّبّ الّذي يقود حياتنا إلى مراعي الحياة والسّلام الحقيقيّ".