لبنان
17 حزيران 2025, 10:20

سويف في عيد مار أنطونيوس البادوانيّ: نحن مدعوّون حتّى نكون شهودًا للسّلام

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، يوم السّبت، بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار أنطونيوس البادوانيّ- كرسيّ دير مار يعقوب كرم سدّة، لمناسبة عيد شفيع الدّير، بحضور النّائب البطريركيّ على نيابة جبّة بشرّي إهد المطران جوزيف نفّاع، وعاونه النّائب الأسقفيّ العامّ الخورأسقف أنطوان مخايل، والمونسنيور جوزاف غبش، ولفيف من الكهنة والشّمامسة والشّدايقة والطّلّاب الإكليريكيّبن وفعاليّات اجتماعيّة، ورئيس بلديّة كرم سدّة الشّيخ الياس سعد الخوري، وأبناء الرّعيّة والرّعايا المجاورة.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى سويف عظة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:

"سيّدنا جوزيف، نحن فرحون كثيرًا بحضورك معنا اليوم لمناسبة عيد مار أنطونيوس، في هذا المكان العزيز على قلبك؛ هذا بيتك، وأنت انطلقت من هنا لتبشّر برسالة الكنيسة. وإنّ هذه المناسبة، وبخاصّةٍ تكريس أيقونة مار أنطونيوس ومسحها بالميرون، كم هي عزيزة! وكان لك اليد أيضًا مع النّائب العامّ المونسنيور أنطوان مخايل الّذي نُعيّده، ونُعيّد كلّ مَن يحمل اسم أنطونيو، أنطوان، أنطوانيت؛ تحيّة كبيرة لكم، وينعاد على الجميع بالخير والفرح.

هناك حلقة جميلة جدًّا في هذا المشروع الجميل جدًّا الّذي أنجزته الآنسة مارتين بطرس الّتي كتبت الأيقونة، لاحظتم أنّنا نستخدم فعل كتبت الأيقونة، لأنّ الأيقونة لا تُرسم، الأيقونة تُكتب، لأنّه بكتابة الأيقونة هناك نصّ مقدّس، هناك حقيقة مقدّسة من خلال أيقونة الرّبّ يسوع أو أيقونة العذراء مريم أو أيقونة الشّهداء، الرّسل، القدّيسين. واليوم، هذه الأيقونة المكتوبة نشكر الرّبّ على تكريسها حتّى تكون محطّ تكريم أبناء الكنيسة. فنحن، من خلالها، نُجدّد إيماننا بيسوع المسيح، كما كانت حياة أنطونيوس كلّها مرتبطة ارتباطًا عضويًّا بيسوع المسيح. قدّيس من القرون الوسطى، لا يزال تأثيره لغاية اليوم كبيرًا جدًّا في الكنيسة، بالشّرق وبالغرب. هذا كلّه يأتي من تدبير الله، وينتج حقيقةً من عمق الحبّ وعمق الارتباط بالرّبّ يسوع. هذا الـ"أنطونيوس" عندما كان طفلًا، جذبه يسوع وأدخله في النّعمة وأعطاه كلّ المواهب. ليس معقولًا كم سكب فيه الرّبّ من مواهب، وكأنّه يعرف وهو يُهيّئه حتّى يكون قدّيسًا عظيمًا في الكنيسة، ومن أهمّ المواهب أنّه كان إنسانًا يعشق كلمة الله، يعشق الكتاب المقدّس والموسيقى واللّحن والتّرنيم والتّعليم، على غرار مار فرنسيس، الّذي دخل فيما بعد في رهبنته بعد أن كان في رهبنة مار أغوسطينوس، وقد دخل بالسّلام والمصالحة مع الكون. نحن نعرف أنّنا دُعينا حتّى نحمل السّلام إلى العالم، مثلما يسوع القائم من الموت أعطانا السّلام: السّلام معكم، هذا السّلام صار قضيّتنا، صار حياتنا، فنحن مدعوّون حتّى نكون شهودًا للسّلام، صانعي سلام، من خلال ثمرة علاقتنا بالرّبّ يسوع."

 

ثمّ شرح نفّاع البعد اللّاهوتيّ العميق لأيقونة القدّيس أنطونيوس الّتي تحتوي على ذخائر هذا القدّيس العظيم.

ومن ثمّ كانت كلمة للنّائب العامّ الخورأسقف أنطوان مخايل، شكر فيها كلّ من حضر وساهم في إتمام هذا العمل اللّيتورجيّ المقدّس، في مناسبة قبول ذخائر القدّيس أنطونيوس البادوانيّ المقدّمة من مزاره في بادوفا- إيطاليا، وخصّ بالذّكر الفنّانة مارتين بطرس 

وعائلة السّيّد دوري إسحاق، سائلًا الله أن يمنحهم مزيدًا من النّعم والبركات.

وفي الختام، بارك المطران سويف هريسة العيد.