لبنان
03 حزيران 2022, 08:45

سويف في ختام الشّهر المريميّ: دعوة لبنان في قلب هذا الشّرق المتنوّع والمختلف هي أن يشهد للمحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
من كنائس سيّدة النّجاة- الميناء وسيّدة الحارة- التّبّانة وسيّدة الوادي- بسبعل، والسّيّدة مجدليّا، رفع راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف الصّلاة في ختام الشّهر المريميّ، كما شارك في تطواف العذراء مريم في بلدة دير جنّين العكّاريّة.

خلال عظاته، عايد سويف المؤمنين للمناسبة، سائلاً أنّ يمنّ عليهم بشفاعة العذراء مريم بالصّحّة والخير والطّمانينة وراحة البال، وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "في ختام الشّهر المريميّ لا يمكننا إلّا أن نعود ونُجدّد إيماننا أمام الرّبّ ونطلب منه أن يزيدنا إيمانًا ومحبّة، فالعذراء لم تفعل شيئًا في هذه الحياة سوى أنّها أحبّت الرّبّ، فهي بكل بساطة وعمق وفرح قالت له "أنا أُحبّك يا ربّ، ها أنا خادمة لكَ فليكن لي بحسب قولك.

إذا استطعنا أن نعيش عمق المحبّة عبر خدمة الآخر الموجوع والمتألّم والاهتمام به سنجعل العالم كلّه يؤمن بيسوع المسيح، فالرّوح القدس الّذي حلّ على التّلاميذ في العنصرة  يحلّ علينا في المعموديّة فنختم بمشروع يسوع الخلاصيّ فنفهم محبّته ونكون شهودًا لها."  

وفي كنيسة سيّدة النّجاة في الميناء، أكّد سويف أنّ "الحضور المسيحيّ في قلب عاصمة الشّمال هو بطولة بحدّ ذاته، فبغض النّظر عن العدد، يقوم المسيحيّون في طرابلس بدور أساسيّ ومحوريّ وهذا ما تشهد له مختلف مكوّنات المدينة الّذين يؤكّدون أنّ وجودنا قادر أن يصنع الفرق لاسيّما على صعيد المحبّة ونقلها إلى الآخر بغضّ النّظر عن الحواجز الّتي يريد البعض رسمها لنا.  

إنّنا نعيش واحدة من أصعب الأزمات الّتي مرّت على لبنان من تاريخ إنشائه حتّى اليوم، فهذا البلد الّذي أسّسه البطريرك الياس الحويّك لجميع أولاده من المسيحيّين والمسلمين يعيش خضّة كبيرة على مختلف الصّعد لاسيّما على صعيد الهويّة. إنطلاقًا من هنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ دعوة لبنان في قلب هذا الشّرق المتنوّع والمختلف هي أن يشهد للمحبّة، محبّة الآخر المختلف من حيث المذهب والدّين والانتماء واللّون والعقيدة. فالمحبّة قادرة أن تجعل العالم كلّه يؤمن فينتقل إلى مرحلة التّبدّل والتّغيّر نحو الأفضل، لذلك الدّعوة لنا كمسيحيّين ولبنانيّين أن نتمسّك بثقافتنا وحضارتنا الّتي يمكن تلخيصها بعبارة المحبّة وأن نسعى جاهدين حتّى نتمكّن من نقل إيماننا إلى أبنائنا وأحفادنا ومختلف الأجيال المقبلة.

خلال الأزمات تنقّل أجدادنا بين الوديان والجبال تاركين واراءهم كلّ شيء ما عدا صليبهم وإنجيلهم وأيقونة أمّهم مريم العذراء، وفي ذلك تلخيص لإيمانهم المتجدّد دائمًا وأبدًا."