سويف في افتتاح المسيرة السّينودسيّة: أدعو العلمانيّين لمعرفة أنّ موقعهم أساسيّ في الكنيسة
سويف وخلال العظة شدّد على أنّ السّينودس هو "اختبار كنسيّ مبارك، فافتتاح مسيرة السّينودس الّتي نحن مدعوّون لعيشها بفرح وعمق وجدّيّة والتزام هو بركة لرسالتنا، وعلينا اعتباره كوقت تأمّل وصلاة وتفكير جماعيّ، إنّه العنصرة الّتي نعيشها في الأبرشيّة وفي لبنان وعلى صعيد العالم لإعادة اكتشاف جمال وحدتنا الّتي فيها قوّة وشهادة، فبالوحدة نعكس صورة الكنيسة الّتي انتمينا لها في المعموديّة، الّتي هي بطاقة هويّتنا." كما وجّه راعي الأبرشيّة تحيّة محبّة وشكر للبطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي مؤكّدًا وقوف الكنيسة المكوّنة من الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعلمانيّين إلى جانبه، مضيفًا: "نحن ككنيسة وُلِدت من جرن المعموديّة، نشكر قداسة البابا الّذي دعا إلى هذا السّينودس: شركة مشاركة ورسالة، لنسير في الطّريق معًا. إنّها الرّوح المجمعيّة، كنيسة تعيش كجماعة وهذا هو هدفها وطبيعتها. كنيسة تعيش رسالتها في وحدة كلّ أبنائها الّذين يكوّنون أعضاءها فيكونوا واحدًا كما أنّ الله الآب والإبن واحد."
وتابع المطران سويف: "الكنيسة هي شركة أيّ منبثقة من الله الآب والإبن والرّوح القدس، إنّها شركة حبّ، إذ أنّها تختبر الحبّ كلّ مرّة تعيش الشّركة وليس الانقسام والتّشرذم. نحن مدعوّون في هذا السّينودس لعيش الشّركة من خلال علاقة الحبّ بيننا وبين الله ولكن بيننا وبين الإنسان الآخر الموجود إلى جانبنا من خلال اهتمامنا ببعضنا البعض.
في السّينودس تركيز على الإصغاء، وليس فقط على الكلام الفارغ الّذي ينطلق من منطق العالم. ففي الإصغاء تُحَلّ معظم المشاكل. لذا، علينا التّركيز على أهمّيّة المشاركة. فالخطر أن تعتبر الكنيسة نفسها، أسقفًا وكاهنًا ومكرّسًا فقط، فشعب الله الّذي يولد من جرن المعموديّة هو يكوّن الكنيسة الّتي وُلِدَت من جنب يسوع المطعون بالحربة الّذي جرى منه دمٌ وماء. الكنيسة جميلة بتنوّعها وبشركة أعضائها الّذي لكلّ واحد منها موهبة، إذ لكلّ شخص مكان ودور في الكنيسة، كلّ بحسب مسؤوليّته الكنسيّة والرّعويّة، وأنا كمطران للأبرشيّة أدعو العلمانيّين لمعرفة أنّ موقعهم أساسيّ في الكنيسة، إن على صعيد الرّعيّة والمنظّمات والجماعات والجمعيّات، فجميعنا نتساوى في كرامة أبناء الله ولكلٍّ منّا دورٌ ومهمّة وموهبة نكمّل من خلالها بعضنا البعض ونتلاقى في روحيّة الخدمة السّينودُسيّة. فأبرشيّة طرابلس المارونيّة تتّصف بالعمل الرّسوليّ الّذي يسير فيه الكاهن والمكرّس مع العلمانيّ."
وأكّد راعي الأبرشيّة أنّه "على مثال تلميذي عمّاوس الّذين كانا يسيران بيأس وإحباط فأتى يسوع ومشى معهما في الطّريق وأعاد لهما الرّجاء، هكذا وطننا الحبيب لبنان سينهض من مصاعبه وحزنه وكذلك كنيستنا ستبقى حيّة بظهور يسوع القائم من بين الأموات الّذي يطمئننا لئلّا نخف ويؤكّد لنا أنّه معنا يحاورنا ويسمع ألمنا وصراخنا ويقودنا إلى كسر الخبز في الإفخارستيّا. فلا سينودس ولا كنيسة من دون الإنجيل والقربان والرّوح القدس الّذي يقود كنيسته."
وإختتم عظته قائلاً: "فلنعِش هذه المرحلة السّينودُسيّة 2021-2023 الّتي أطلقها البابا ضمن منهجيّة نختبرها في هذه المسيرة لعيش الرّوحيّة السّينودوسيّة الّتي تطال الرّعيّة والمجتمع المدنيّ وتقود كلّ إنسان للتّفكير بعمق في كيفيّة مشاركته في حياة الجماعة المؤمنة والمجتمع المدنيّ لبناء الحبّ ونشر السّلام وخلق الفرح وعيش المسؤوليّة يالشّفافيّة والوضوح وبناء الإنسان. فالهدف الأوّل والأخير من هذا السّينودس وكلّ عمل كنسيّ هو الوصول إلى قلب الله من خلال قلب الإنسان واحترامنا لكرامة كلّ إنسان، هو الّذي لأجله بذل يسوع المسيح ذاته ليجدّده بموته وقيامته. نقدّم هذه الكنيسة للرّبّ وبهدي الرّوح القدس نضعها في أحضان العذراء مريم الّتي سارت مع الرّسل في العنصرة تساعدهم لعيش هذا التّجدّد فيكونوا شهودًا لإبنها يسوع القائم من بين الأموات له السّجود والإكرام إلى أبد الآبدين."